forked from impallari/Font-Testing-Page
-
Notifications
You must be signed in to change notification settings - Fork 3
/
web-font.html
130 lines (126 loc) · 8.96 KB
/
web-font.html
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31
32
33
34
35
36
37
38
39
40
41
42
43
44
45
46
47
48
49
50
51
52
53
54
55
56
57
58
59
60
61
62
63
64
65
66
67
68
69
70
71
72
73
74
75
76
77
78
79
80
81
82
83
84
85
86
87
88
89
90
91
92
93
94
95
96
97
98
99
100
101
102
103
104
105
106
107
108
109
110
111
112
113
114
115
116
117
118
119
120
121
122
123
124
125
126
127
128
129
130
<!-- copy ../web to the same direcorty first -->
<html dir="rtl">
<head>
<meta charset="UTF-8">
<link href="amiri.css" rel="stylesheet" type="text/css"/>
<style>
body {
font-family: AmiriWeb;
line-height: 2.5em;
font-size: 14pt;
text-align: justify;
width: 550pt;
position: relative;
margin-right: auto;
margin-left: auto;
}
table {
width: 60%;
margin-right: auto;
margin-left: auto;
}
td {
border-spacing: 1em;
}
td:nth-child(odd) {
text-align: justify;
text-align-last: justify;
-moz-text-align-last: justify;
width: 45%;
}
td:nth-child(even) {
width: 10%;
text-align: center;
}
</style>
</head>
<body>
<p>
<div align=center>حَدّثَنَا عِيسَى بْنُ هِشَامٍ قَالَ:</div>
طَرَحَتْنِي النّوَى مَطَارِحَهَا حَتّى إذَا وَطِئْتُ جُرْجَان الأَقْصى. فاسْتَظْهَرْتُ عَلَى الأَيامِ بِضِياعٍ أَجَلْتُ
فِيهاَ يَدَ الْعِمَارةِ، وَ أَمْوَالٍ وَقَفْتُهَا عَلى التّجَارَةِ، وَ حَانُوتٍ جَعَلْتُهُ مَثَابَةٍ، وَ رُفْقَةٍ اتّخَذْتُهَا
صَحَابَةً، وَ جَعَلْتُ لِلْدّارِ، حَاشِيَتَيِ النّهَار، و للحَانُوتِ بَيْنَهُمَا، فَجَلَسْنَا يَوْمًا نَتَذَاكَرُ القرِيضَ
وَ أَهْلَهُ، وَتِلْقَاءَنا شَابّ قَدْ جَلَسَ غَيْرَ بَعِيدٍ يُنْصِتُ وَ كَأَنّهُ يَفْهَمُ، وَ يَسْكتُ وَ كَأَنّهُ لَا يَعْلَمُ حَتّى
إِذَا مَالَ الكَلَامُ بِنَا مَيْلَهُ، وَ جَرّ الْجِدَالُ فِينَا ذَيْلَهُ، قَالَ: قَدْ أَصَبْتُمْ عُذَيَقَهُ، وَ وَافَيتُمْ
جُذَيْلَهُ، وَ لَوْ شِئْتُ لَلَفْظْتُ وَ أَفَضْتُ، وَ لَوْ قُلْتُ لأَصْدَرْتُ وَ أَوْرَدْتُ، وَ لَجَلَوْتُ الْحقّ في مَعْرَضِ بَيَانٍ
يُسْمِعُ الصُّمَّ، وَ يُنزلُ الْعُصْمَ، فَقُلْتُ: يَا فَاضِلُ أدْنُ فَقَدْ مَنَّيْتَ، وَ هَاتِ فَقَدْ أَثْنَيتَ، فَدَنَا وَ قَالَ:
سَلُونِي أُجِبْكُمْ، وَ اسْمَعُوا أُعْجِبْكُمْ. فَقُلْنَا: مَا تَقُولُ فِي امْرِىءِ الْقَيسِ؟ قَالَ: هُوَ أَوَّلُ مَنْ وَقَفَ
بِالدِّيارِ وَ عَرَصَاتِهَا، وَ اغْتَدَى وَ الطَّيرُ فِي وَكَنَاتِهَا، وَ وَصَفَ الْخيلَ بِصِفَاِتهَا، وَ لَمْ يَقُلِ الشِّعْرَ
كَاسِيًا. وَ لَمْ يُجِدِ القَوْلَ رَاغِبًا، فَفَضَلَ مَنْ تَفَتَّقَ للْحِيلةِ لِسَانُهُ، وَ اْنتَجَعَ لِلرَّغْبَة بَنَانُهُ،
قُلْنَا: فَما تَقُولُ فِي الْنَّابِغَةِ؟ قالَ: يَثلِبُ إِذَا حَنِقَ، وَ يَمْدَحُ إِذَا رَغِبَ، وَ يَعْتَذِرُ إِذَا رَهِبَ،
فَلَا يَرْمي إِلَّاصَائِبًا، قُلْنَا:فَمَا تَقُولُ فِي زُهَيرٍ؟ قَالَ يُذِيبُ الشِّعرَ، و الشعْرُ يُذيبَهُ، وَ يَدعُو
القَولَ وَ السِّحْرَ يُجِيبُهُ، قُلْنَا: فَمَا تَقُولُ فِي طَرَفَةَ: قَالَ: هُوَ ماَءُ الأشْعَارِ وَ طينَتُها، وَ كَنْزُ
الْقَوَافِي وَ مَديِنَتُهَا، مَاتَ وَ لَمْ تَظْهَرْ أَسْرَارُ دَفَائِنِهِ وَ لَمْ تُفْتَحْ أَغْلَاقُ خَزَائِنِهِ، قُلْنَا: فَمَا
تَقُولُ فِي جَرِيرٍ وَ الْفَرَزْدَقِ؟ أَيُّهُمَا أَسْبَقُ؟ فَقَالَ: جَرِيرٌ أَرَقُّ شِعْرًا، وَ أَغْزَرُ غَزْرًا وَ الْفَرَزْدَقُ
أَمْتَنُ صَخْرًا، وَ أَكْثَرُ فَخْرًا وَ جَرِيرٌ أَوْجَعُ هَجْوًا، وَ أَشْرَفُ يَوْمًا وَ الْفَرَزْدَقُ أَكَثَرُ رَوْمًا، وَ أَكْرَمُ
قَوْمًا، وَ جَرِيرٌ إِذَا نَسَبَ أَشْجَى، وَ إِذَا ثَلَبَ أَرْدَى، وَ إِذَا مَدَحَ أَسْنَى، وَ الْفَرزدقُ إِذَا افْتَخَرَ
أَجْزَى، وَ إِذَا احْتَقرَ أَزرَى، وَ إِذا وصَفَ أَوفَى، قُلنَا: فَمَا تَقُولُ فِي المُحْدَثِينَ منْ الشُّعَراءِ
و المُتَقَدِّمينَ مِنهُمْ؟ قالَ: المُتَقَدِّمونَ أَشْرفُ لَفْظًا، وَ أَكثرُ منْ المَعَاني حَظًا، وَ المُتَأَخِّرونَ
أَلْطَفُ صُنْعًا، وَ أَرَقُّ نَسْجًا، قُلْنا: فَلَو أَرَيْتَ مِنْ أَشْعارِكَ، وَ رَوَيْتَ لَنا مِنْ أَخْبارِكَ، قالَ: خُذْهَما
في مَعْرِضٍ واحِدٍ، وَ قالَ:
<table>
<tr>
<td>أَما تَرَوْني أَتَغَشَّى طِمْرًا</td>
<td>⁂</td>
<td>مُمْتَطِيًا في الضُّرِّ أَمْرًا مُرًّا</td>
</tr>
<tr>
<td>مُضْطَبنًا عَلى اللَّيالي غِمَرًا</td>
<td>⁂</td>
<td>مُلاقِيًا مِنْها صُرُوفًا حَمْرَا</td>
</tr>
<tr>
<td>أَقْصَى أَمانِيَّ طُلُوعُ الشِّعْرى</td>
<td>⁂</td>
<td>فَقَد عُنِينَا بِالأَمَاني دَهْرًا</td>
</tr>
<tr>
<td>وَ كانَ هذَا الحُرُّ أَعْلى قَدْرًا</td>
<td>⁂</td>
<td>وَ ماءُ هذَا الوَجْهِ أَغْلى سِعْرَا</td>
</tr>
<tr>
<td>ضَرَبْتُ لِلسَّرّا قِبَابًا خُضْرَا</td>
<td>⁂</td>
<td>فِي دَارِ دَارَا وَ إِوَانِ كِسْرى</td>
</tr>
<tr>
<td>فَانْقَلَبَ الدَّهْرُ لِبَطْنٍ ظَهْرا</td>
<td>⁂</td>
<td>وَ عَادَ عُرْفُ العَيْشِ عِنْدي نُكْرَا</td>
</tr>
<tr>
<td>لَمْ يُبْقِ مِنْ وَفْرِى إِلَّا ذِكْرَا</td>
<td>⁂</td>
<td>ثُمَّ إِلى اليَوْمِ هَلُمَّ جَرَّا</td>
</tr>
<tr>
<td>لَوْلا عَجُوزٌ لِي بِسُرَّ مَنْ رَا</td>
<td>⁂</td>
<td>وَ أَفْرُخٌ دونَ جِبَالِ بُصْرَى</td>
</tr>
<tr>
<td>قَدْ جَلَبَ الدَّهْرُ عَلَيْهِمْ ضُرَّا</td>
<td>⁂</td>
<td>قَتَلْتَ يَا سَادَةُ نَفْسي صَبْرَا</td>
</tr>
<table/>
قَالَ عِيسَى بْنُ هِشَامٍ، فَانَلْتُهُ مَا تَاحَ. وَ أَعْرَضَ عَنَّا فَرَاحَ. فَجَعَلْتُ أَنْفيهِ وَ أُثْبتُهُ، وَ أَنْكِرُهُ
وَ كَأَنِّي أَعْرِفُهُ، ثُمَّ دَلَّتْنِي عَلَيهِ ثَنَاياهُ، فَقُلْتُ: الإِسْكَنْدَريُّ وَ اللَّهِ، فَقَدْ كَانَ فَارَقَنَا خِشْفًا،
وَ وَافانا جِلْفًا، وَ نَهَضْتُ عَلى إِثرِهِ، ثَمَّ قَبَضْتُ عَلَى خَصْرِهِ، وَقُلْتُ: أَلَسْتَ أَبَا الفَتْحِ؟ أَلَمْ نُرَبِّكَ
فِينا وَلِيدًا وَ لَبِثْتَ فِينا مِنْ عُمُرِكَ سِنِينَ؟ فَأَيُّ عَجُوزِ لَكَ بِسُرَّ مَنْ رَا فَضَحِكَ إِليَّ وَ قَالَ:
<table>
<tr>
<td width="45%">وَيْحَكَ هذَا الزَّمَان زُورُ</td>
<td>⁂</td>
<td width="45%">فَلَا يَغُرَّنَّكَ الغُرُورُ</td>
</tr>
<tr>
<td>لَا تَلْتَزِمْ حَالَةً، وَلكِنْ</td>
<td>⁂</td>
<td>دُرْ بِالَّليَالِي كَمَا تَدُورُ</td>
</tr>
<table/>
<p>
</body>
</html>