forked from OpenITI/barzakh
-
Notifications
You must be signed in to change notification settings - Fork 0
/
Copy path0709IbnAtaAllahSikandari.LataifMinan.Kraken220414225447-ara1
5657 lines (5111 loc) · 516 KB
/
0709IbnAtaAllahSikandari.LataifMinan.Kraken220414225447-ara1
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31
32
33
34
35
36
37
38
39
40
41
42
43
44
45
46
47
48
49
50
51
52
53
54
55
56
57
58
59
60
61
62
63
64
65
66
67
68
69
70
71
72
73
74
75
76
77
78
79
80
81
82
83
84
85
86
87
88
89
90
91
92
93
94
95
96
97
98
99
100
101
102
103
104
105
106
107
108
109
110
111
112
113
114
115
116
117
118
119
120
121
122
123
124
125
126
127
128
129
130
131
132
133
134
135
136
137
138
139
140
141
142
143
144
145
146
147
148
149
150
151
152
153
154
155
156
157
158
159
160
161
162
163
164
165
166
167
168
169
170
171
172
173
174
175
176
177
178
179
180
181
182
183
184
185
186
187
188
189
190
191
192
193
194
195
196
197
198
199
200
201
202
203
204
205
206
207
208
209
210
211
212
213
214
215
216
217
218
219
220
221
222
223
224
225
226
227
228
229
230
231
232
233
234
235
236
237
238
239
240
241
242
243
244
245
246
247
248
249
250
251
252
253
254
255
256
257
258
259
260
261
262
263
264
265
266
267
268
269
270
271
272
273
274
275
276
277
278
279
280
281
282
283
284
285
286
287
288
289
290
291
292
293
294
295
296
297
298
299
300
301
302
303
304
305
306
307
308
309
310
311
312
313
314
315
316
317
318
319
320
321
322
323
324
325
326
327
328
329
330
331
332
333
334
335
336
337
338
339
340
341
342
343
344
345
346
347
348
349
350
351
352
353
354
355
356
357
358
359
360
361
362
363
364
365
366
367
368
369
370
371
372
373
374
375
376
377
378
379
380
381
382
383
384
385
386
387
388
389
390
391
392
393
394
395
396
397
398
399
400
401
402
403
404
405
406
407
408
409
410
411
412
413
414
415
416
417
418
419
420
421
422
423
424
425
426
427
428
429
430
431
432
433
434
435
436
437
438
439
440
441
442
443
444
445
446
447
448
449
450
451
452
453
454
455
456
457
458
459
460
461
462
463
464
465
466
467
468
469
470
471
472
473
474
475
476
477
478
479
480
481
482
483
484
485
486
487
488
489
490
491
492
493
494
495
496
497
498
499
500
501
502
503
504
505
506
507
508
509
510
511
512
513
514
515
516
517
518
519
520
521
522
523
524
525
526
527
528
529
530
531
532
533
534
535
536
537
538
539
540
541
542
543
544
545
546
547
548
549
550
551
552
553
554
555
556
557
558
559
560
561
562
563
564
565
566
567
568
569
570
571
572
573
574
575
576
577
578
579
580
581
582
583
584
585
586
587
588
589
590
591
592
593
594
595
596
597
598
599
600
601
602
603
604
605
606
607
608
609
610
611
612
613
614
615
616
617
618
619
620
621
622
623
624
625
626
627
628
629
630
631
632
633
634
635
636
637
638
639
640
641
642
643
644
645
646
647
648
649
650
651
652
653
654
655
656
657
658
659
660
661
662
663
664
665
666
667
668
669
670
671
672
673
674
675
676
677
678
679
680
681
682
683
684
685
686
687
688
689
690
691
692
693
694
695
696
697
698
699
700
701
702
703
704
705
706
707
708
709
710
711
712
713
714
715
716
717
718
719
720
721
722
723
724
725
726
727
728
729
730
731
732
733
734
735
736
737
738
739
740
741
742
743
744
745
746
747
748
749
750
751
752
753
754
755
756
757
758
759
760
761
762
763
764
765
766
767
768
769
770
771
772
773
774
775
776
777
778
779
780
781
782
783
784
785
786
787
788
789
790
791
792
793
794
795
796
797
798
799
800
801
802
803
804
805
806
807
808
809
810
811
812
813
814
815
816
817
818
819
820
821
822
823
824
825
826
827
828
829
830
831
832
833
834
835
836
837
838
839
840
841
842
843
844
845
846
847
848
849
850
851
852
853
854
855
856
857
858
859
860
861
862
863
864
865
866
867
868
869
870
871
872
873
874
875
876
877
878
879
880
881
882
883
884
885
886
887
888
889
890
891
892
893
894
895
896
897
898
899
900
901
902
903
904
905
906
907
908
909
910
911
912
913
914
915
916
917
918
919
920
921
922
923
924
925
926
927
928
929
930
931
932
933
934
935
936
937
938
939
940
941
942
943
944
945
946
947
948
949
950
951
952
953
954
955
956
957
958
959
960
961
962
963
964
965
966
967
968
969
970
971
972
973
974
975
976
977
978
979
980
981
982
983
984
985
986
987
988
989
990
991
992
993
994
995
996
997
998
999
1000
######OpenITI#
#META# Origin: converted with Kraken (ocr model: 12-24-2021_ArabPersGeneralized.mlmodel, segmentation model: DEFAULT)
#META# Date: 2022-04-14
#META#Header#End#
2611-
المذ
لطاوف ام
فى مناقب الشيخ أبى العباس المرسى
وشيخه الشاذلى أبى الحسن
ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون)
(يونس: 62
تأليف
العارف بالله تاج الدين بن عطاء الله السكندرى قلي
المتوفى سنة 709ه
الطبعة الثالثة
4200414
اد 9
PageV00P001
============================================================
EMPTY PAGE?
PageV00P002
============================================================
مكتبة القاهرة
بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة المحقق
الحمد لله الذى أرل روله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله
شهيدا. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إقرارا به وتوحيدا، وأشهد أن محمدا
عيده ورسول، اللهم صلى عليه وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه ودعا بدعوته وسلم
تسليما كثيرا
آما بعد:
ان التصوف الإسلامى السنى الخالص إيجابى لا سلبى فيأخذ طالبه والسالك فيه
بأسباب الدنيا وأسباب الآخرة ويجمل ممارمته بالعلم والعمل والحال عاملا نافعا بجسده
فى الدنيا وبتيته مستقبلا للآخرة، وأما قلبه فيكون دائما مع الله إبتغاء لرضاته، وطلبا
لرضوانه: وبهذا وذاك يكون التصوف الحق زاد لقلوب الصديقين وشعارا لعباد الله
الصالحين
وذلك لأن الصوفى الحق إذا رأيته أو عاشرته او عاملته أو جاورته أو صاحبته علمت
أنه رجل دائب الفكر كثير الذكر دائم العبرة غزير الحكمة محب للعلم، كاره للجدل، وهر
قليل المنازعة فى الأمور سهل المراجعة للصواب، وهمته دائما محصورة فى البحث عن
الحق ولو ظهر على لسان غيره من الخلق، وأنه وراء ذلك أوسع الناس صدرا او أقبلهم له
عذرا والينهم للحق قيادا وأصعبهم على الباطل مراسا. وأعزهم نفسا، وأعفهم شخصا:
واكثرهم ودا، وأعمقهم حبا: وأدومهم مثابرة وصبرا وأوفاهم عهدا وأكثرهم أدبا، إن ضحك
تبسم وازا غضب لا بتجهم: وإن تجهم فيو رؤوف بمن يماديه ووصول لمن يواليه، 7
يخوض فى أمر لا يعنيه: ولا يدعى آبدا ما ليس فيه: وهو ورع عن الشبهات، وميفف
للمحرمات، وصائن للحرمات، وحافظ للأوقات، ولا سيما مواقيت العبادات وأخها
الصلوات
وتلك الأخلاق كلها فى حقيقتها اقتباس من أخلاق رول الله الذى وصنه الله
تعالى فى كتابه الكريم بقوله فر وإنك لعلى خلق عظيم ) وبعد الرسول كانت أخلاق
الصحابة والتابعين وتابعى التابعين رضوان الله عليهم أجمعين
PageV00P003
============================================================
لطائف النن
والى هنا نكون قد عرضنا على القارن الكريم صفات التصوف والصوفى بما لا يخرج
عن حدود الشريعة الاسلامية فى كمالها مبنى ومعنى ولكن ... مع الأسف الشديد أنه ابتلى
التصوف الإلامى وهو فرع عن الإسلام بما ابتلى به الإسلام نفسه من أصدقاء جهلاء أو
أعداء ألداء
وهذا الكتاب الذى بين أيدينا - الآن- فهو شريف القدر، عظيم القيمة وذلك لا
يحوى بين دفينه من علم نافع وأدب جم، وفكر صوفي متفرد، نسأل الله الكريم أن ينفع
به كل من يقرأه أو يدرسه .
علنا فى هذا الكتاب:
1- عزونا الآيات القرآنية إلى سورها.
2-خرجتا الأحاديث النبوية
3- ترجمنا ترجمة حقيقية لما ورد من الأعلام
شرحنا الكلمات الصعية
والله نسأل أن يجعله فى ميزان حسناتنا إنه مجيب الدعاء
PageV00P004
============================================================
مكتية القاهرة
مقدمة المؤلف
الحمد لله الذى فتح لأوليائه باب محبته، وأنشط نفوسنم من عقال القطيعة، فقاموا
ه بوجود خدمته، واند عقولهم بنوره، فعاينت عجائب قدرته، وحرس قلويهم من
الأغيار، ومحا منها صور الآثار حتى ظفرت بمعرفته، كشف لأرواحهم عن قدس كماله
ونموت وجود جلاله، فهم سبايا حضرته، متع آرارهم بقربه بخطفات جذبه، فتحققوا
بشهود أحديته، أخذمم منهم وأفنامم عنهم، غرقوا فى بحور هويته، فرق جيوش التفرقة
بكتائب الجمع لأهل خصوصيته، وحمى حمى الأرار بعدد الأنوار أن يكون مظهرا لغير
فرديته. اطلع كواكب العلوم فى سماء الفيوم تيدى الائرين لحضرة ربوبيته، وأضاء قمر
التوحيد فى قيد التفريد فانطوت الكاثنات فى وجود أزليته، وما كانت معه فى أزله حتى
تكون معه فى أبديته، بل هو الأول الآخر، لا بالإضافة لبريته، والظاهر الباطن كذلك، وما
الكون حتى يقاس بقدوسيته.
أحمده والحمد واجب لصفات جلاله وعظمته، وأشكره والشكر مستحق له لسبوغ
نعمته، وأرجود. وكيف لا أرجوه وهو الذى وع كل شيء برحمته، وغمر العباد فى
الغيب والشهادة بطول منته، وأعترف له بالتقصير عن القيام بحقوق أحديته، وأعلم آنه لا
يحاط بداته وصفته، ليس للعيد منه إلا ما تن به عليه، ولا يضاف له من المحاسن إلا ما
أضافه إليه، ولا ينتصر فى المصادر والموارد إلا بالتوكل عليه، العزيز، القادر الحكيم،
القاهر، الرقيب على فعل كل فاعل، ونظر كل ناظر، لا يخفى عليه ما فى الضمائر، ولا
يغاب عن علمه مستكنات السرائر: اظهر فى ملكه حكمته وفى ملكوته قدرته، وتعرف لكل
شىء، ولا شىء يجحد ربوبيته ( ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العاليين )(1)
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وكل شىء يشهد بأحديته فى ألوضيت
وأشهد آن محمدا عيده ورسوله، المصطفى من خليقته: المشهود له فى الغيب، والشباء:
بكبال خصوصيته القائم لولاد بكمال الوفاء فى عبوديته صلى الله عليه وعلى آله وصحاب
صلاة تدوم بدوام آبديته وملم تليتا كثيرا
أما بعد: فإنى قصدت فى هذا الكتاب أن أذكر فيه جملا من فضائل سيدز ومولان
الاسام قطب العارفين، علم المهتدين، حجة الصوفية، مرشد السالكين، منقذ الهالكين،
(ن (الأعراف: 54)
PageV00P005
============================================================
لطائف الفن
الجامع من علم الأبماء والحروف والدوائر، المتكلم بنور بعيرته الكامل فى السرائر، كيف
الموقتين، وتخبة الواصلين، مظهر شعوس المعارف بد غروبها، ونيدى أسرار اللطائف بعد
غروبها. الواصل إلى الله والموصل إليه( أبى العباس المرى) أسكنه الله تعالى حضيرة
قدسه، ومتعه على بعر الاعات بعوارد آنسه
وأذكر شيخه الذى أخذ عنه ومنازلاته التى نقلت عنه ومعتها منه، وكراماته،
وعلومه، وأسراره، ومعاملاته مع الله ، وسا قاله فى تفسير آية من كلام الله ،
واظهار لمعنى خبر نقل عن رول الله ، وكلام على حقيقة نقلت عن أحد من أهل
الطريق، وأشكل معناها ولم يفهم مفزاها وما نقله عن شيخه الشيخ:
(أبى الحسن الشاذلى) رضى الله تعالى عنه، وما قاله هو من الشعر أو قيل
يحضرته: أو قيل فيه مما يتضمن ذكر الطريق وأملها، وأنقل ما يمكن إثباته من أخباره
كثيرها وقليلها
وكان أصحاب الشيخ الإمام القطب (أبى الحسن) قدس الله روحه قد أثبتوا جملا
من كلامه، وإن كان هو ديبه لم يضع كتاب. وقد بلغنى عنه أنه قيل له: يا سيدى لم لا
تضع الكتب فى الدلالة على الله تعالى، وعلوم القوم؟ فقال شي: كتبى أصحابى وكذلك
شيخنا (أبو العباس) قيه لم يضع فى هذا الشأن شيثا، والسبب فى ذلك أن علوم هذه
الطائفة علوم التحقيق وهى لا يحتلها عقول عنوم الخلق.
ولقد سمعت شيخنا أبا العباس ن يقول: جسيع ما فى كتب القوم . عبرات من
سواحل بحر التحقيق، ولا أعلم أن أحدا بن أصحاب شيخنا (أبى العباس) ل تصدى
الى جميع كلامه، وذكر ما فيه، وأسرار علوه، وغرائبه، فجذبنى ذلك إلى وضع هذا
الكتاب، بعد أن استخرت الله تعالى، وطلبت سنه العوتة. وهو خير سعين، وألته آن
يقدينى الى الطريق المستيين
وفمته الى مقدمة، وعشرة أبواب، وخاتمة:
أما المقدمة فتشمل: إقامة الدليل على أن نبينا محدا افضل بنى، آدم بل أفضل
البشر وأفضل الخلق كافة، وأفردت كل مقام بإقامة الدلالة عليه من كتاب الله تعالى وسنة
بيه وبينت أن عدد الأولياء سن الحقيقة المحدية، وأن الأولياء إننا دم مظاهر آنوار
النبوة. ونطالع شوارقيا، وأعلمت أن انوار الولاية قائة الثبوت، للزوم دوام أنوار النبوة
PageV00P006
============================================================
مكتبة القاهرة
وذكرت الفرق بين الرسالة والتبوة والولاية، وبينت من هو أولى بالميراث فى قوله ت [
العلماء ورثة الأتبياء) (1) وبينت ما هو العلم الذى أثنى الله تعالى عليه، ومن هم العلماء
الذين هم أولى بالزلفى لديه، وبينت أن الأولياء الظاهرين فى أوقات الظلمة أولى بأن يكثر
الله أنوارهم، ويجزل ليم من وجود اليقين ما يوجب انتصارهم، ليدافعوا ظلمة الأوقات،
وليهزموا بعماكر أنوارهم جيوش الغفلات .
وذكرت أقسام الولاية، وغزارة قدر الوالى، وفخامة رتبته وتفوق منزلته مما تضعنه
الكتاب العزيز والأحاديث النبوية، ليكون ذلك توطثه لك بتصديق ما يرد عليك من أخبار
أوليائه وكرامات أصفياثٔ
وأما الأبواب:
فالباب الأول: فى التعريف بشيخه الذى أخذ عنه هذا الشأن، وشيادة من عاصره
من العلماء الأعيان أنه قطب الزمان والحامل فى وقته لواء أهل الأعيان.
الباب الثانى: فى شهادة الشيخ له أنه الوارث للمقام، والحائز قصب السبق
بالتمام، وإخباره هو عن نفه بتا من به عليه من النعم الجسام، وشهادة الأولياء له أته
بلغ من الوصول إلى الله لأفضل مرام.
الباب الثالث: فى تجرباته ومنازلاته، وما اتفق لأصحابه معه، ومكاشقاته
الباب الرابع: فى علنه، وزدده، وورعه، ورفع مته، وحلمه، وصبره، وداد
طريقته
الباب الخام: فى آيات من كتاب الله نتكلم على تبيين معناها وإظيار فحواها
الباب الاد: فيسا فرد من الأحاديث النبوية، وإبداء أسرار فيها على مذاضب
امل الخصوصية
الباب السابع: فى تفسيره لما أشكل من كلام أهل الحقائق، وحمله لذلك على أجمل
الطرائق.
() اخرجه ابن حيان فى حيحه (290/1) والقيطبى فى تفسيره (164/13) والترمذى فى ننه (د/48) والييثى فى
مجعع الزواند (126/1) وأبو داود (317/3) وابن ساجه (81/1) ومسند الشاميين (224/2) ومد الشهاب (103/4)
وأمالي المحاملى (330/1) وشمب الايمان (262/2) والترغيب والترميب اللحافظ التذرى (٥1/1) وفقح البارى (217/1)
PageV00P007
============================================================
لطائف النن
الباب الثامن: فى كلامه فى الحقائق، والمقامات، وكشف فييا الأمور المعضلات
الباب التاسع: فيما قاله من الشعز أو قيل بحضرته، أو قيل فيه مما يتضمن ذكر
ويته
الباب العاشر: فى ذكره ودعاثٔه عقب كلامه، وحزبه الذى رتبه للأخذين من
علومه، وأفهامه، ولوازم ذلك من ذكر شيخه أبى الحن وحزبيه، ليتم العقد بنظامه
أما الخاتمة: ففى اتصال نسبتنا إليه ووصايا نثرا ونظما تنهض إلى الله، وتجمع
عليه، وهى آخر الكتاب، وليس كل شىء سمعته من الشيخ ظل اتحضرته وقت وضى
لهذا الكتاب، ولا كل شىء اتحضرته يمكن إثباته وقصدت بذلك أن تتتفع به دذه
الطائفه خصوصا، وغيرهم عموما، ليؤمن بأحوال هذد الطائفة من قسم الله له نصيبا من
المنة، وجمل فى قلبه نورا من الهدي، وليرجع الكذب إلى الاعتراف، والمكابر إلى وجود
الانصاف، وليستبين لمن أراد الله تعالى به الهدى المحجة، وتقوم على من لم تنصره عناية
الله تعالى المحية فيكون للمصدق بتصديقه بهذه الطائفه تصيب من الولاية وذنوب من
العناية
وقد قال الجنيد : التصديق بعلمنا هذا ولاية، وإذا فاتتك النة فى نفك، فلا
يفتك أن تصدق بها فى غيرك، قال تعالى ( فإن لم يصبها وابل فطل )(1)
وقد قال بعض العارفين: (التصديق بفتح لا يكون إلا بفتح) ومصداق ما قال هذا
العارف قول الله ( ومن لم يجعل الله له ثورا فما له بمن ثور )(2) وقال ي ( وذكز
فإن الذكرى تنفع المؤمنين )3) وقال ل إن في ذلك لذكرى لعذ كان له قلب أو أتقى
السمع وهو شهيد )14) وقال (( إنما يتذكر أولو الألباب )(2) .
وإذا أراد الله بعبد خيرا جعله من الصدقين لأولياء الله تعالى، فيما جاءوا به وإن
قصر عقله عن إدراك ذلك فمن أين يجب أن لا يهيب لله تعالى لأوليائه ما تعه عقول
العباد؟ وقد قالوا: يخشى على المكذب لهم سوء الخاتمة
وقد قال أبو تراب النخشبى: من لم يصدق بهذه الكرامات فقد كفر. أى غطى
(2) (النور:40)
(1) (البقرة: 275)
(47 5(4
(الذاريات: 55)
(الرعد: 19. الزمر: 9)
PageV00P008
============================================================
مكتبة القاهرة
عليه الأبر وستر عنه شهود قدرة الله تعالى، جعلنا الله واياك من المعترفين بفضله فى
عباده ومن المصدقين بآثار عنايته فى أهل وداده . إنه ولى ذلك، والقادر عليه، ولم أحل
الكتاب من الكلام على الشى، المشكل، وحل الأمر المعضل، والتنبيه على أمور جليلة،
وإظهار أرار أبصار من لم يؤمن بيذه الطائفة عنها كليلة، فالله ببحاته وتعالى يجعل ذلك
لوجهه خالصا، ومن أوحال القطيعه مخلصا، وأن يمن علينا بالصدق فى الأقوال والأفعال
والأحوال، وأن يجعلنا من العارفين به فى الحال، والمآل، وأن يتفضل علينا بالفهم عنه
وحسن الاستماع منه، إنه الإله القدير وبالاجابة جدير.
وميته (لطائف التن فى مناقب الشيخ أبى العباس وشيخه أبى الحين)
وهذا اوان ابتدائى بما قصدت، وإظهار ما أردت، وبالله اتعين، وعليه أتوكل
وبجاه سيد المرسلين آتومل، وهو حسبى ونعم الوكيل:
PageV00P009
============================================================
لطائف النن
.
اعلم أن الله تعالى لما آراد إتمام عموم نعمته، وإفاضة فيض رحمته؛ واقتضى فشله
العظيم أن يمن على العباد بوجود معرفته، وعلم تخل عجز عقول عموم العباد عن التلقى من
ريوبيته، جعل الأنبياء والرسل لهم الاستعداد العام لقبول ما يرد من الهيته، يتلقون ته بما
اودع فيهم من ر خصوصيته ويلقون عنه جمعا للعباد على أحديته، فهم برازخ الأنوار
ومعادن الأسرار رحمة ميداد، وسنة مصفاة، حرر أسزارهم فى أزله دن رق الأغيار، وصانهم
بوجود عنايته من الركون إلى الآتار، لا يحبون إلا إياه، ولا يعبدون ربا واه ؛ يلقى الروح
من أمره عليهم، ويواصل الإمداد بالتاييد إليهم، وما زال فلك النبوة والرالة داثٔرا إلى آن
عاد الأمر من حيث الابتداء، وختم بعن له كمال الاصطفاء، وهو تبينا محسد هو السيد
الكامل، القائم الفاتح، الخاتم نور الأنوار وسر الأسرار، والمبجل فى هذه الدار، وفى تلك
الدار على المخلوقات: أعلى المخلوقات منارا؛ واتمسهم فخارا، دل على ذلك الكتاب المبين
قال الله (( وما أرلناك إلأ رحمة العالمين )(1) ومن رحم به غيرد فهو أفضل من
غيرد، والعالم كل موجود سوى الله تعالى:
وأما تفضيله على بنى آدم خصوصا فسن قوله ( إنى سيد بنى آدم ولا فخر)()
وأما تفضيله على آدم اللهلا فمن قوله ( كنت نبيا وآدم بين الماء والطين)(3
ومن قوله: (آدم فمن دونه من الأنبياء يوم القيامة تحت لوائى)(4.
وقوله: ( إنى اول شافع وإنى أول مشفع وأنا أول من تنشق الأرض عنه) (5)
) زاانساء: 107)
اخرجه اين حيان فى حيمه (1546، 1692) من حديث ان عباس فى حديث الشفاعة، وقال أحد حد
(2) باكر : اتاده حبح. ولفظه ( أنا سيد ولد آدم ولا فخر) :1
(2) أخرجه السموطى فى الدرر المنتثرة (1٢6) والعجلونى فى كشف الخقاء (191/2) ، واهن عراق فى تنزيه الشريعة
1/2ق3)
()) عن أبى ميد الخدرى يي قال: قال رمول الله ( أتا بيد ولد آدم يوم القيامة ولا فخر، بيدى لواء الحد ولا
فخر. ما من تبى يومذ آدم فمن سواد الا تحت لوانى، وأنا اول من تنشق منه الأرض ولا فخر) أخرجه أحمد فى
الند (486/1) . والترمذق فى السنن (288/5) وحنه ، والإحان ى تقريب محيح ابن حيان (6478/14) وبوى
الذارى والترمذى وابو يملى وأبو تعيم والبيهقى عن أتس في قال: قال رمول الله ز ( أنا أول الناس خروجا إذا
بمثوا وأنا قاشدهم اذا وفدوا وأنا خطييهم إذا انعتوا اتا شافميم إذا حبوا، وانا مبثرهم إذا آبلوا، لواء الكرم
بيدى، ومفاتيح الجنة بيدى، ولواء الحمد بيدى، وأنا اكرم ولد آدم غلى رهى ولا فخر يطوف على آلف خادم كانهم
اللؤلو الكنون) رواد أيو بعلى (3967.3974/7) والاحان فلا تقريب حيح ابن حبان (2475/14) و1 1899/10
() والخصانص (22/3)
(1) أخرجه الطبرانى في معجمه الكبير (12/د30) وفى صحيح مسلم عن أبى هريرة علل قال: قال رول الله ( أنا
سيد ولد آدم يوم القيامة، وأول من تتشق عنه الارض وأول شافع وآول مشفع ا
PageV00P010
============================================================
مكتبة القاهرة
وحديث الشفاعة المشهور الذى أخبرنا به الشيخ الإمام الحافظ بقية المحدثين
(شرف الدين أبو محمد عبد المؤمن بن خلف بن أبى الحمن الدمياطى) بقراءتى عليه أو
قري عليه وأنا اسع قال: أخبرنا الشيخان الإمام فخر الدين، وفخر القضاة أبو الفضل
أحمد بن عبد العزيز الجباب التميى، أبو التقى صالح بن شجاع بن سيدهم المدلجى
الكنائى قالا: اخبرنا الشريف أبو المفاخر عيد بن الحسين بن محمد بن عيد العباس
المأمونى قال: اخبرنا أبو عبد الله الفراوى قال: أخبرنا عبد الغافر الغارسى قال: أخبرنا
ابو أحمد محمد بن عيسى بن عمروية الجلودى، قال: أخبرنا أبو إسحاق إيراهيم بل محمد
بن فيان الفقيه : قال حدثنا أبو الحين ملم بن الحجاج بن مسلم القشيرى النيسابورى،
قال: حدثنا أبو الربيع العتكى، قال: حدثتا حماد بن زيد، قال حدثتا معبد بن هلال
الغنوى، قال: انطلقنا إلى آنس بن مالك، وتشفعنا بثابت، فانتهينا إليه وهو يصلى
الحى، فاستاذن لنا ثابت، فدخلتا عليه وأجلس ثابتا معه على ريره فقال له: يا أبا
حمزة إن إخوانك من أهل البصرة يسألونك أن تحدثهم حديث الشفاعة؟
قال: حدثنا محمد ل قال ( إذا كان يوم القيامة ماج الناس بعضهم إلى بعض
فيأتون آدم الظيح فيقولون اشفع لذريتك. فيقول: لت لها ؛ ولكن عليكم يابراهيم الظيي:
فإنه خليل الله، فيأتون إبراهيم الككل فيقول: لست لها : ولكن عليكم بنوى اشي وإنه
كليم الله، فيأتون موى فيقول: لمت لها؛ ولكن عليكم بعيسى الطية فإنه روح الله
وحكمته، فيأتون عيسى اللخل فيقول: لست لها، ولكن عليكم بمحمد فياتونى فاقول:
أنا لها فانطلق فاستأذن على ربى فيؤذن لى فأقوم بين يديه فأحمده بعحامد لا أقدر عليه إلا
أن يليسيه الله ثم أخر له ساجدا فيقال لى يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل
تعطه: واشفع تشفع، فأقول أمتى أمتى. فيقال: انطلق فمن كان فى قلبه مثقال حبة
من برة أو شعيرة من إيمان فأخرجه منها . فأنطلق فأفعل، ثم أرجع إلى ربى فأحمدد بتلك
المحامد ثم أخر له ساجدا، فيقال لى: يا بحمد ارفع رأسك وقل يمع لك وسل تعطة:
واشفع تشفع، فأقول: أمتى. أمتى. فيقال: انطلق فمن كان فى قلبه مثقال حية من خردل
بن إيمان فأخرجه منيا. فأنطلق فأفعل، ثم أعود إلى ربى فاحمده بتلك المحامد ثم أخه
له اجدا، فيقال لى: يا محمد ارفع رأسك وقل يمع لك وسل تعطه: واشنع تشنع،
فأقول يا رب: امتى امتى، فيقال: انطلق فمن كان فى قلبه مثقال حبة من خردل من
PageV00P011
============================================================
لطائف النن
الايمان فأخرجه من النار .. فأنطلق فأفعل )(1)
هذا حديث أنس الذى أنيانا به فخرجنا من عنده، فلما كنا بظهر الجيانة قلنا: لو
دخلتا إلى الحن نسلم عليه وهو متخف فى دار أبى خليفة، فدخلتا ولمنا عليه وقلتا
ه: يا آبا عيد خرجتا من عند آخيك آبى حمزة قلم تسمع بثل حديث حدثنا به فى
الشفاعة، قال: هيه، فحدثتاه الحديث، فقال: ميه، قلنا: ما زادتا، قال: قد حدثتا به
من منذ عشرين سنة وهو يومثذ جمع، ولقد ترك شيثٔا ما أدرى أنس الشيخ أم كره أن
يحدثكم به؟ قلنا له: حدثنا، فضحك وقال: خلق الإنسان من عجل، ما ذكرت لكم هذا إلا
وأنا أريد أن أحدثكموه، ثم قال: قال ( أرجع إلى ربى فى الرابعة فأحمده بتلك
المحامد فأخر له اجدأ فيقول لى مثل ما قال فى الأول، فأقول يا رب اثذن لى فيمن قال لا
إله إلا الله، قال ليس ذلك إليك ولكن وعزتى وكبريائى وعظمتى لأخرجن من النار بن قال
لا إله إلا الله) (2) فاشهد على الحسن أته حدثنا به أتنه ممع أنس بن مالك قرأه قبل
عشرين سنة وهو يؤمثذ جع،. فانظر رحمك الله ما تضمنه هذا الحديث من فخامة قدره
وجلالة أمره، وأن اكابر الرسل والأنبياء لم ينازعود فى هذه الرتبة التى هى الشفاعة
العامة في كل من تضمته المحشر.
قإن قلت: فما بال آدم أحال على نوح فى حديث، وعلى ابراهيم فى هذا، ودل نوح
على ابراهيم، وابراهيم على موسى، وموى على عيى، وعيسى على محمد يللز ولم تكن
الدلالة على محمد من الأول.
فاعلم: أته لو وقعت الدلالة على رسول الله يل من الأول لم يتبين من هذا الحديث
ان غيره لا يكون له هذه الرتبة فأراد الله ل أن يدل كل واحد على من بعده، كل واحد
يقول: لت لها، صلما للرتبة غير مدع لها حتى أتوا عيسى اللكة فدل على رسول الله
فقال: أنا لها.
وفى الحديت من الفوائد: أن الايمان يزيد وينقص؛ وفيه من الفوائد: أن المعارف لا
() تفد عليه: اخرجه البخارى (179/9) وسلم فى صحيحه، وأحد فى منده (2/3) وابن شيبة فى الايمان (346)
والترمذى (4618) وحنه وأخرج أيو لى فى الشقاعة حديت آخر (2973/7، ٣967) والاحان فى تقربب صحيح
-) بن حيان (2475/14) و (17899/1a) والخائص (24/4)
اجرجه ملم (1/ 140) رق ( 193) الجامع الصفير المختمر (4 / 1624) رقم (4206) من حديث انس
ت والحاكم فى التدرك (1 /145) رقم (220) وقال: هذا حديث صحيح الإمتاد فير أن الشيخين لم يحتجا
بحد بن ثابت البتانى وهو قليل الحديث يجع حديثه والحديث غريب فى أخبار الشفاع ولم يطرجاب وانظر
ديث الشفاعة في حن الظن بالله ص 70 رقم (11)، ومسند ابن يملى (5 / 172) رقم (2746) بتمام لفظه)
PageV00P012
============================================================
مكتبة القاهرة
تتناهى لقوله ( لا أقدر عليه إلا أن يلهنيه الله ) (1 ويشهد له قود } ( لا
أحصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك ) (2) ويشهد له قوله نقا (( ولا يحيطون به
ما(2) إلى غير ذلك من الفوائد التى لو تكلمنا عنها خرجنا عن غرض الكتاب .
ولقد سمعت شيخنا العباس يقول: جميع الأنبياء خلقوا من الرحمة، وتبينا
مو عين الرحمة، قال الله (( وما أرسلناك إلا رحمة للعالوين )(2) فدعا إلى الله
تعالى بالبعيرة الواضحة، والبينة الفائقة، وقرب المدارك، وبين المسالك، وحث على سلوك
سبيل الهدى، واجتناب سبيل الردى، فما ترك شيئا يقرب إلى الله تعالى إلا ودعى إليه،
ولا أدبا يصلح أن يكون العبد به مع الله تعالى إلا حث عليه، ولا شيثا يشغل عن الله تعالى
إلا وحذر العباد منه، ولا عسلا يقطعيم عن الله تعالى إلا وأخرجهم عنه، لا يألو نصحا فى
تخليص العبار من أوحال القطيعة ومواطن المهالك إلى آٔن ترحل ليل الشرك وانفضت أغياره
وأضاء نهار الايمان وأشرقت أنوارد فرفع من الدين لواءه وتمم نظامه وقرر فرائضه،
واحكامه وبين حلاله وحرامه، وكسا بين للعباد الأحكام كذلك فتح لهم باب الإفهام، حتى
قال الراوى: لقد تركنا رسول الله وأن الطير ليتحرك في السعاء فنستفيد منه علما
يجقي، قال الله تعالى (( لا إكراه في الدين قذ تبين الرشد من الغي ل(3) وقال ({ اليؤم
اكملت لكم دينكم وأتممت عليكم يعمتي ورضيت لكم الأبخلام دينا)(1)
وقال ( تركتها بيخاء نقية) (2) فجزاه الله خير ما يجزى تبيا عن أمته: ولما
اكمل كلا البيان لسبيل الرشاد وأظهر البالك الموصلة إلى الله تعالى للعباد، توفاه الله تعالى
الى الدار التى هى خير له وأولى بعد أن خير فاختار الرفيق الأعلى، ثم جعل الله تعالى
الدعاة فى آمته أبدا ودائما رمدا بما ورثوا منه وأخذوا عنه وقد شهد لهم الحق بذلك
وجعلهم أهلا لا منالك قال الله نيي * قن هذه سبيلي أذعو إلى الله على بصيرة أنا ومن
اتبعني (يوسف: 108]
قال الشيخ أبو العباس : أى معاينة تعين سبيل كل واحد من الأتباع فتحملة
)أخرجه الدارقطنى فى كتاب السنن (210/2)
اخرجه أحمد فى سنده (٥8/6) والزبيدى فى إتحاف البادة المتقين (71/2)
(، (الاتبياء: 107)
ط: 110)
10(البقرة: 252)
3 (الماثدة 3)
يم: أخرجه سسلم فى صحيح (428/1) رقم (112) والديباج غلى صحيح ملم (272/2) رقم (121) وتهديب
الكمال (180/32) رقم (7021) وانظر العلل الواردة فى الاحاديث الثبوية (48/2) رقم (1٤٠) والنهاية فى غريب
الاثر (284/0) وشمناء العقيلى (21/2) وقم (447) من حديث مبشر بن موسىء ولبان اليزان (4.8/2) وقم (1627)
PageV00P013
============================================================
لطائف النن
عليها ودليل ما قال الشيخ عه اختلاف وصاياه تل لأصحابه على حسب اختلاف سبيلهم
فقال لبلال ( انفق بلالا ولا تخشى من ذى العرش إقلالأ ) (1) وقال لآخر أراد أن
يتخلع عن ماله كله ( أسك عليك مالك فأنك إن تدع ورثتك أغنياء خيرا لك من أن
تدعهم عالة يتكقفون الناس ) () وقال رجل: أوصنى؟ فقال ( استح من الله كما
تستحى من رجل صالح من قومك) (3 وقال له آخر: أوصنى؟ فقال له ( لا تغضب ) (4)
ومعت شيختا أبا العباس يقول: فتح الحق : بقوله ومن اتبعنى باب البصائر
للأتباع: يريد الشيخ أن قول الله يا ( قل هذه سبيلي أذعو إلى الله على بصيرة أنا ومن
اتبعني (1) أى: ومن اتبعنى يدعوا إلر الله على بصيرة على ما تقتضيه اللسان لأنك إذا
قلت: زيد يدعوا إلى اللطان على نصيحة هو وأتباعه: أى: وأتباعه يدعون الى نصيحة،
إذا ثبت هذا فالرسول يدعوا على يصيرة الرسالة الكاملة والأولياء يدعون على حب
بصائرهم قطبانية وصديقية وولاية، وقد قال ( العلماء ورثة الأنبياء (1).
وقال ( فإن الأنبياء لا يورثون دينارا ولا درهما وإنما يورثون العلم) وقال
(علماء أمتى كأنبياء بنى إسرائيل) (2 وها هنا نكتة وهو أنه لم يقل: علماء أمتى
كرسل بنى إرائيل، فمن الناس من ظن أن النبى هو الذى نبن فى نفسه والرسول هو
الذى أرمل لغيره : وليس الأمر كما ظن هذا القائل وإن كان كذلك فلم خص الأنبياء دون
الرسل بالذكر فى قوله ( علماء أمتى كأنبياء بنى إسرائيل) ومما يدلك على بطلان هذا
المذهب. قوله ل ( وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي (4) فدل على أن حكم
الارسال يعمسهما وإنما الفرق ما قال بعض أهل العلم أن التيى لا يأتى بشريعة جديدة وإنما
يجىء مقررا لشريعة من كان قبله، كيوشع بن نون فانه اتى مقرر لشريمة موسى ال وآمرا
(1) أخرجه: السيوطى قى جمع الجوامع (4584)، والطبرانى فى العجم الكبير (194/10)، وابن كثير فى تفسمره (
0) /439) وابو تميم فى الحلية (280/2) (274/2)
اخرجه احمد فى مسندد (454/3)
اتظر: تاريخ واسط ر1 /209) من حديث ميد بن زيد عن اپن غم ه
حيح: أخرجه البخارى فى صيت (30/8)، واحمد فى مسنده (175/2: 364) والحاكم فى التدرك (3/
10() وابن عبد البر فى التمهيد (403)، والبيتى فى مجمع الزواند (69/8)، والطبراتى فى المعجم الكبير (2/
) 293). والزبيدى فى اتحاف السادة (4/8)، وابن معد فى الطبقات الكبرى (38/7)
3) وبورة موسف: 108):
110 أخرجه ابن ماجه (223) والزبيدى فى اتحاف الادة المتقين (71/1) والمتقى الهندى فى كتز العمال (28679)
اس والقرطبى فى تفسيره (41/4) والبخارى فى تاريخه الكبير (337/8) والمجلواتى فى كشف الخفاء (22/2)
أخرجه العجلوانى فى كشف الخفاء (41/2) والشوكانى فى الفوايد المجموعة (886) والسيوطى فى الدرر المنتثرة
1.) في الأحاديث الشتهرة (113) وعلى القارئى في الأسرار المرفوعة (2٤7) والألبانى في الضعيفة (67) .
(الج:5)
PageV00P014
============================================================
مكتبة القاهرة
بالعمل بما فى القتوراة ولم يأت بشرع جديد، والرسول كموى الظي إنما أتى بشرع جديد
وهو ما تضعنته التوراة؛ فقال ( علماء امتى كأنبياء بنى إسرائيل) اى: يؤتون
مقررين ومؤكدين وآمرين بنا جنت به لا آنهم يأتون بشرع جديد.
اعلام وبيان: اعلم ان قوله ( العلماء ورثة الأنيياء، علماء أمتى كأنبياء بنى
اسرائيل، فان الأنبياء لم يورثوا دينارا ولا درهما، إنما ورثوا العلم إلا أن الدنيا ملعونة،
ملعون ما فيها إلا ذكر الله ويا والاه وعالم أو متعلم، وإن الملايكة لتضع أجنحتها لطالب
العلم) وقوله ل (( شهد الله أنه لا إلة إلأ هو والملائكة وأولو العلم ) (1) وقال الذين
أوتوا العلم ( بل هوعايات بينات في صدور الذين أوثوا العلم )(1) وحيثما وقع العلم فى
كلام الله تعالى وكلام رسوله فإنسا المراد به العلم النافع المحمد للهوى القامع الذى
تكتنفه الخشية، وتكون معه الإنابة، قال الله ( إنما يخشى اللة من عباده العلماء )(4)
فلم يجمل علم من لم يخشه من العلماء علما، وقال داود القجل (يا رب ما علم من لم
يخشك با خشيك من لم يطع أنرك) فشاهد العلم الذى هو مطلوب الله الخشية لله، وشاهد
الخشية موافقة الأمر، ما علم تكون معه الرغية فى الدنيا والتملك لأربابها وصرف الهمة إلى
اكتسابها والجمع والادخار والمباماة والابتكثار وطول الأمل ونسيان الآخرة فما أبعد من هذا
العلم علمه من أن يكون من ورثة الأتبياء، وهل ينتقل الشىء الموروث إلى الوارث إلا بالسفة
التى كان بها عند الموروث عنه ومثل من هذه الأوصاف أوصافه من العلماء كمثل الشععة
تشىء على غيرما وهى تحرق تفسيا جعل الله العلم علمه من هذا وصفة حجة عليه
وسبيا فى تكثير العقوبة لديه، لا يغرنك أن يكون به انتفاع البادى والحاضر، فقد قال
( إن الله تعالى ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر)(4) ومثل من تعلم العلم لاكتساب الدنيا
وتحصيل الرفعة فيها كيثل من رفع العذرة بملعقة من ياقوت فما أشرف الوسيلة وما أحسن
المتول إليه، ومثل من قطع الأوقات فى طلب العلم فمكث أربعين سنة أو خسين سنة
يتعلم العلم ولا يعمل به كمثل من قعد هذه الدة يتطهر ويجدد الطهارة ولم يصل صلاة
واحدة، إذ مقصود العلم العمل كما أن المقصود بالطهارة وجود الصلاق، ولقد أل رجل
الحن البصرى عن مسألة فأفتاد فييا، فقال الرجل للحن: قد خالقك الفقهاء، فزجره
(2) (المنكبوت: 49)
(1) (آل مدران: 16
فاطر: 28)
1 حيح: أخرجه البخارى فى حيحه (د/69) والبييقى فى النن الكبرى (8/ 197) والعجلوانى في كشف
الففء (15/2)
PageV00P015
============================================================
لطائف الفن
الحسن وقال: ويحك وهل رأيت فقيها؟ إنما الفقيه من فقه عن الله آمره ونهيه
وسععت شيخنا العباس يقول: الفقيه من انفقا الحجاب عن عينى قلي، وإذا
عرفت أن الدعاء إلى الله لا يزال أبدأ فاعلم أن الأنوار الظاهرة فى أولياء الله إنما هى من
إشراق أنوار النبوة عليهم، فمثل الحقيقة المحمدية كالشمس وأنوار قلوب الأولياء كالأقمار
وإنما أضاء القمر لظهور نور الشمس فيه ومقابلته إياها فإذا الشمس منيرة نهارا ومضيئة ليلا
لظهور نورها فى القمر العدود منها، فإزا هى لا غروب لها فقد فهمت من هذا أنه يجب
دوام أنوار الأولياء لدوام ظهور نور رسول الله فيهم
فالأولياء آيات الله يتلوها على عباده باظهار إياهم واحدا بعد واحد (( بلك عايات
الله نثلوها عليك بالحق)(1)
وقد سمعت شيخنا أبا العباس ل يقول: فى قوله ع *ما ننسخ من عاية أو
تشيها تأت بخير منها أو مثلها )(2) أى: ما من ولى الله إلا وتأتى بخير منه أو مثله .
وقد سئل بعض العارفين عن أولياء الله أينقصون فى زمن، فقال: لو نقص منهم
واحد ما أرسلت السماء قطرها ولا أبرزت الأرض نباتها، وفساد الوقت لا يكون بذهاب
أعدادهم ولا بنقص إمدادهم، ولكن إذا فيد الوقت كان الله وقوع اختفائهم مع وجود
بقائهم، فإذا كان أهل الزمن معرضين عن الله تعالى مؤترين لما سوى الله تعالى لا تتجح فيهم
الموعظة ولا تعليهم إلى الله التذكرة لم يكونوا أهلا لظهور أولياء الله فيهم، ولذا قالوا: أولياء
الله تعالى عرائس ولا يرى العرائس المجرمون، وقد قال ( لا تؤتوا الحكمة غير أهلها
فتظلموها ولا تعنعوها أهلها فتظلموهم(3)
فإذا كان الله لا وصانا على لسان نبيه لا تؤتى الحكمة غير أهلها، فهو أولى
بهذا الخلق العظيم منا وقد قال ( إذا رأيت هوى متبعا وشحا مطاعا ودنيا مؤثرة
واعجاب كل ذى رأى برأيه فعليك بخويصة نفسك ) (1) فسمعوا وصية رسول الله فآثروا
الخلفاء بل آثر الله لهم ذلك، مع أنه لابد أن يكون منهم فى ا لوقت أئمة ظاهرون قائمون
بالحجة سالكون للمحجة لقول رسول الله ( لا تزال طائفة من أمتى ظاهرين على الحق
(1) ( الجاشية: 6)
(2) (البقرة 106)
(0) اخرجه الترمذى فى الجامع العحيح (5 /51) رقم (2687) من حديث أبى هريرة-، وقال حديث غريب لا
مرقه إلا من هذا الوجه، وإيرأهيم بن الفضل المدتى المخرومى يضعف فى الحديث من قبل حفظه، انظر تيذيب
التذيب (/131) رقم (270)
110 اتظر: خلق أفعال العباد (23/1) من حديث عبد الله بن صعود طل بزيادة فبى لفظه ( وذر عنك أمر الحاجة
PageV00P016
============================================================
مكتبة القاهرة
لا يضرهم من تاوأهم إلى يوم قيام البساعة (1)
وقد قال على بن أبى طالب كرم الله وجه من مخاطبته لحميد بن زياد (اللهم لا
تخل الأرض من قائم لك بحجتك، أولئك الأقلون عددا الأعظمون عند الله قدرا، قلوبهم
معلقة بالمحل، الأعلى أولتك خلفاء الله فى عباده وبلاده واشوقاه إلى رؤيتهم)
وروى الإمام الربانى محمد بن على الترمذى قين فى كتاب الختم(2) له يرفعه إلى ابن
عمر قال: قال رسول الله ( أمتى كالمطر لا يدرى أوله خير أم آخره)2.
وروى أيضا يرفعه إلى ابى الدرداء قال: قال رسول الله ( خير امتى أولها
وآخرها وفى أوسطها الكدر)
وروى أيضا يرفعه الى عبد الرحمن بن سبرة قال: جئت مبشرا من غزوة مؤتة فلما
ذكرت قتل جعفر: وزيد وابن رواحة ومن تعهم، بكى أصحاب رسول الله فقال عليه
الصلاة والسلام ( ما يبكيكم) فقالوا: وما لنا لا نبكى وقد قتل خيارنا وأشرافنا وأهل
الفضل منا فقال التلية ( لا تبكوا إنما أمتى متل حديقة قام عليها صاحبها فاجتلب
رواكيها وهيأ سالكها وحلق عفها فأطعست عاما فوجا ثم عاما فوجا فلعل آخرها طعسا
يكون أجودها قنوانا وأطولها شمراخا والذى بعثنى بالحق ليتخذن ابن مريم من أمتى حنقاء
من حواريه4
وروى أيضا يرفعه إلى سهمل بن سعد قال: قان رسول الله ( إن فى أصلاب
أصلاب رجال من أصحابى برجالا ونساء يدخلون الجنة بغير حساب ثم تلا ( وعاخرين
منهم لما يلحقوا بهم وهو العزيز الحكيم} (2)).
وروى أيضا يرفعه إلى رسول الله أنه قال ( فى كل قرن من أمتى سابقون
واعلم: جعلك الله من خاصة عباده وعرفك لطائف وداده أته سواء منهم الظاهر
(1) عن الأعمش عن أبى الضحى عن مسروة قال: أتيت ابن معود يي فذكر هذا أو اعتبر بقول التبى (اغفر نغومو
فانهم لا يمليون. وإذا وآيت هوى متبعا ودنها مؤثرة واعجاب كل ذى رأى برأى فمليك بتفسك وذر ستك أمر العامة
- انظر خلق افمال المباد ص 13
ا (ختم الأولياء) من أهم كتب الترمذى وهو مخطوط ولم يطبع
وروق البخارى ومسلم فى حبحيهما ان النبى قال (خير القرون القرن الذى بعثت فيهم ثيم الذين يلوتهم ثم
الذين يلونهم) واخرج الإسام أحمد في منده والقرمذى عن رسول الله أنه قال ( أوصيكم بأحابى ثم الذين
ان بلونيم ثم الذين يلونيم ثم يقشوا الكذب حتى يحلفوا حتى يحلف الرجل ولا يتحلف ويشهد الشاهد ولا بقشيد
،1 اخرجه المتقى اليتدى فى كتز العمال.
ورة الجعه (2)
PageV00P017
============================================================
لطائف المنن
والخفى والصديق والولى، فاد الوقت لا يكدر أنوارهم، ولا يحط مقدارهم، لأنهم مع المؤقت
لا مع الأوقات، فمن كان بع الؤقت لا يتغير بتغيير الوقت شيئا، ومن كان مع الوقت تفير
بتقييره وتكدر بتكدره.
وقد قال الإمام أبو عبد الله الترمذى ظلاه (الناس صنفان: صنف منهم عمال الله
تعالى يعبدونه على البر والتقوى فهم يحتاجون إلى خير الزمان واقبال دولة الحق لأن تأيدهم
من ذلك، وصنف منهم أهل اليقين يعبدون الله على صفاء ووفاء التوحيد عن كشف الفطاء
وقطع الأسباب فهم غير لتفتين إلى إقبال الزمان وادباره ولا يضردم إدباره) وهو قول
رسول الله ( إن لله عبادا يغزوهم برحمته يحييهم فى عافيته ثم تمر بهم الغتن كقطع
الليل الظلم لا تضرهم)(1).
وقوله ( يكون فى أمتى فتنة لا ينجو منيا إلا من أحياه الله بالعلم ) (2) قال
الترمذى: يعنى بالعلم بالله فيما يرى
ولقد معت شيختا أبا العباس يقول: رجال الليل هم الرجال وإن أولياء هذا
الوقت ليؤيدون بشىء من الغنى واليقين، فالغنى لكثرة سا عند الناس من الإفلاس . واليقين
لكثرة ما عند الناس من الشكوك.
وقال بعض العارفين: إن لله عباد كلما اشتدت علييم ظلمة الوقت كلما قويت
أنوارهم، فمثليم كمثل الكواكب كلما قويت ظلمة الليل قوى إشراقيا، وأين انوار الكواكب
من أنوار قلوب أوليائه، أنوار الكواكب تنكدر، وأنوار قلوب أوليائه لا إنكدار لها، وأنوار
الكواكب تهدى إلى الدنيا، وأنوار قلوب أوليائه تهدى إلى الله ولنا فى هذا المعنى شعر:
أمرتقب النجوم من السماء نجوم الأرض أبهى فى الضياء
فتلك تيين وقتا تم يهذى وهذى لا تكدر بالخفاء
هداية تلك في ظلم الليالى هداية مذه كشف الغطاء
وقال صوفى يوما بحضرة فقيه: إن لله عبادا دم فى أوقات المحن والمحن لا تضرفم
فقال ذلك الققيه: مذا ما لا أفيمه فقال الصوفى: أنا أريك مثال ذلك، الملائكة الموكلون
بالنار هم فى النار. والنار لا تضرهم:
(1) أخرجه ابن حجر فى لمان الميزن (111/6)
0 اخرج ابن ماجة (2 /1305.) رقم (2954) من حديث أبى إمامة قال: قال رسول الله ( وستكون فتنة يقبع
فيها الرجل مؤمتا ويسى كافرا إلا من أحياه الله بالعلم) والدارمى فى السنن (109/1) رقم (338)
PageV00P018
============================================================
مكتبة القاهرة
وسعت شيختا أبا العباس يقول:الدتيا كالنار وهى قائلة للعؤمن جز يا مؤمن
فقد أطفأ نور قناعتك لنبى، وأعلم أن شأن الولاية والولى عظيم، والخطب فيهما جسيم
ويكفيك في ذلك سا حدتتا به الشيخ السيد الجليل شهاب الدين أبو المعالى أحمد بن احق
اين محمد بن الؤيد الأبرقوهى رحمه الله تعالى قال: أنبأنا أبو بكر عبد الله بن سابور
القلانس الشيرازى بها منه تعة عشر وتمائة، قال: اخبرنا الإمام أبو المبارك عيد العزيز
ابن محمد بن منصور الشيرازى الأدى قراءة عليه، وأنا أمع فى سنة ثلاث وخمسين
وخممائة، قال: حدثنا الشيخ الإمام أبو محمد رزق الله بن عبد الوهاب بن عبد العزيز ابن
الحارث بن التتيى الحنيلى، أملاد فى يوم السبت السادس عشر من صفر نة ثلاث
وثانين وأريعمائة بأصبيان قال: أخبرنا أبو عمر عبد الواحد بن عبد الله بن نيدى
الغارى قال: حدثنا أبو عبد الله بحد بن المخلد بن حفص العطار الخطيب الدورى
دثتا: حعد بن عثمان بن كرامه بن خااد بن مخلد، عن سليعا بن بلال عن شريڭ بن
أبى نر عن عطاء عن أبى حريرة قال: قال رول الله ذ ( إن الله قال: من عاد
لى وليا فقد آذتنى بالحرب، وما تقرب إلى عبدى بشىء أحب إلى مما افترضت عليه وما
يزال عبدى يتقرب إلى بالنوافل حتى احبه، فاذا أحببته كنت سسعه الذى يسع به وبرة
الذى يبعر به، ويده التى يبطش بيا، ورجله التى يمشى علييا، ولثٔن سألنى لأشلنت،
ولثن استعاذ بى لأعيذنه، وما ترددت عن شيء آنا فاعله ترددى عن نفس عبد، يكره
الوت وأكره ماءته ولابد له منه(1)
وهذا الحديث أخرجه البخارق فى صحيحه. وقد روى هذا الحديث من طريق آفر
( فإذا أحببته كنت له ستعا وبعرا ولانا وقلبا وعقلا ويدا ومؤيدا) فأصغ رحمك الله
تعالى إلى ما تضمنه هذا الحديث من غزارة قدر الولى وفخامة رتبته حتى ينزله الخالق زقلا
مذه المتزلة ويحله هذه الرتبة، فقوله يكز عن الله من عادى لى وليا فقد آذتنى بالحرب :
لأن الولى قد خرج عن تتبيرد إلى تدبير الله وعن انتصاره لنقسه إلى اتتصار الله رتنز
وعن حوله وقوته بعدق التوكل على الله تعالى . وقد قال الله بنا (ا ومن يتوكل على الله
فهو حسبه )(2) وقال يح (( وكان حقا علينا نصر المؤمنين ل(3) وكان ذلك لهم لانيم
() حيح: أخرجه البخارى فى حيحه (2284/0) وابن حبان فى صحيحه (6ل7ده) والبييقى فى الكبرى (346/3)
والقرطبى فى تضيره (135/6) وابن كثير فى تفسيره (580/2) ونوادر الأصول (265/1) وفتح البارى (344/11) و
(34/11) وايت رجب قى جامع العلوم والحكمة (337/2)
(2) (سورة الطلاق: 3)
(3) (مودة الررم: 47)
PageV00P019
============================================================
لطائف المنن
جعلوه مكان همومهم فدفع عنهم الأغيار وقام لهم بوجود الانتصار.
وأخبرنى الشيخ شهاب الدين الأيرقوهى قال: دخلت. على الشيخ أبى الحن
الشاذلى ل فسمعته يقول: يقول الله (( عبدى اجعلنى مكان ممك اكقيك ممك. عبدى
ما كنت بك فأنت فى محل البعد . وما كنت بى فأنت فى محل القرب.
وقد جاء فى الحديث من شغله ذكرى عن مئلتى أعطيته أفضل ما أعطى
السائلين (3) فإذا كان الحق ل قد رضى لهم أن يشغلهم ذكره عن مسثٔلته، فكيف لا
يرضى لهم أن يشغلهم ذكره والثناء عليه عن الانتصار لتقوهم، ومن عرف الله تعالى أفسد
عليه باب الاتتصار لنفسه إذ العارف قد اقتضت له معرفته أن لا يشهد فعلا لغير معروفه،
فكيف ينتصر من الخلق من يرى الله تعالى فعلا فيهم، فكيف يدع أوليائه من نصرته وهم قد
القوا تفوسهم بين يدي سلما واستسلموا لما يرد عنه حكما، فهم فى معاقل عزه تحت
سرادقات مجده يصونهم من كل شىء، إلا من ذكره ويقطعهم عن كل شيء إلا عن حبه،
ويختارهم من كل شيء إلا من وجود قريه، السنتهم بذكره لهجة وقلوبهم بأتواره بهجة،
وطن لهم وطنا بين يديه فتلوبهم حاثمة في حضرته وأسرارهم محققة لشهور أحديته
ولقد سمعت شيختا العباس ظلن يقول: ولى الله تعالى مع الله كولد اللبوة فى حجرها
اتراها تاركة ولدها لم أراد اغتياله.
وقد جاء فى الحديث أنه ي كان فى بعض غزواته امرأة تطوف على ولدها رضيع
فلما وجدته جثت عليه والقمته التدى فنظر الصحابة إليها متعجبين، فقال { الله أرحم
بعبده المؤمن من هذه بولدها ) (4) ومن هذه الرحمة برز انتصار الحق لهم ومحاربته لأعدائهم
اذ هم حمال أسراره ومعادن أنواره، وقد قال { الله ولئ الذين آمنوا )(5) وقال تعالى {
ان الله يدافع عن الذين *امثوا)(2) .
غير أن مقابلة الحق ل لمن آذى وليا ليس يلزم أن تكون معجلة لقصر مدة الدنيا
عند الله تعالى، ولأن الله لم يرض الدنيا أهلا لعقوية أعداثه، كما لم يرضها أهلا لإتابة
أحبابه، وإن كانت معجلة فقد تكون قباوة فى القلب أو جمود فى العين أو تتويقا عن
)أخرجه السموطى فى الجامع الصغير (121/1) والنووى فى شرحه على صحيح مسلم (48/17) .
( متفق عليه: آخرجه البخارى فى حيحه (2235/5) ومسلم (4 /2109) وابن كثيرف تفيره (193/1) والهيثمى فى
يع الزرائد (213/10) ومسند عيد بن حيد (187/1) والبيان والتعريف (130/1) وكثف الخفاء (549/2)
. (البقرة: 257)
(الحج 8)
PageV00P020
============================================================
مكتبة القاهرة
طاعة أو وقوعا فى ذنب أو فترة فى الهمة لو ملب لذاذة خدمته
وقد كان رجلا من بنى إسراثٔيل أقبل على الله تعالى ثم أعرض عنه، فقال: يا رب
كم أعصيك ولا تعاقبنى، فأوحى الله تعالى إلى نبى ذلك الزمان : أن قل لفلان كم عاقبتك
ولم تشعر، ألم اسلبك حلاوة ذكرى ولذاذة مناجاتى . وفائدة هذا البيان أن لا يحكم لإنسان
آذى وليا من أولياء الله تعالى بالسلامة إذا لم ترى عليه محتة فى نفسه وماله وولده فقد
تكون محنة اكبر من أن يطلع العباد عليها، وقوله حاكيا عن الله عجل (( وما تقرب إلى
المتقربون بمثل أراء ما افترضت عليهم )(1) فاعلم أن الفرائض التى اقتضاها الحق من
عباده على قسين: ظاهرة وباطنة:
فالظاهرة: الصلوات الخم والزكاة وصوم رمضان والحج والأمر بالمعروف والنهى
عن المنكر وير الوالدين، وإلى غير ذلك
والباطنة: العلم بالله والحب له والتوكل عليه والثقة بوعده والخوف منه والرجاء
منه، إلى غير ذلك، وهى أيضا تتقسم على قسمين: فعل وترك، شىء اقتضى الحق منك
أن تفعله، وشىء اقتضى الحق منك أن لا تفعله، وقد جمع ذلك فى آية واحدة فقال الله
تعالى (( إن الله يأمر بالعدل والإحان وإيتاء ذى القربى) )(2) فهذا أمر طلب منك أن تفعله
ثم قال الله تعالى (( وينهي عن الفحشاء والمنكر والبغى )(3) فهذا أمر اقتضى منك أن تتركه
تم اتلم - رحمك الله تعالى- أن الله تعالى لم أمر العباد بشىء وجوبا أو يقتضيه منهم
ندبا إلا والمصلحة لهم فى فعل ذلك الأمر ولم يقتضى منهم ترك شىء تحريما أو كراهة إلا
والمصلحة لهم فى تركه، أمرهم بتركه وجويا أو ندبا ولسنا نقول كما قال من عدل به عن
طريق الهدى أنه يجب عليه رعاية بصالح عباده، بل إنما تقول ذلك عادة الحق وشريعته
المستعرة قعلها مع عباده على سبيل التفضل، قليت شعرى إذا قالوا: يجب على الله رعاية
مصالح عياده، فعن هو الموجب عليه؟ ثم إذا نظرنا فرأينا كل مأمورية أو مندوب إلية
يستلزم الجمع على الله وكل سنهى عنه أو مكروه يتضعن التفرقة عنه، فإذا مطلوب الله
تعال من عباده وجود الجمع عليه
ولكن الطاعات هى أباب الجمع ووماتله فلذلك آمر بها، والمعصية هي أسباب
(1) احرجه الزبيدى فى الاتحاف (477/8)
(الإسراء: 79)
0(التحل:90)
PageV00P021
============================================================
لطايف المنن
التفرقة ووسائلها، فلذلك نيى عنها، وأما الفرائض الظامرة فلا تنفك عن فروض باطنة
وفرائض الباطنة شروطها وعمدة لها، وبين الفروض الظاهرة والباطنة ما بين الظاهر والباطن
وافهم حامتا قوله يل (نية الؤمن خير من عمله) (1) وكذلك الذنوب الباطنة كبائرها
وصغاثٔرها أشد من الذنوب الظاهرة كبيرها وصغيرها، ولما كانت الفرائض اقتضاها الحق من
عبده اقتضاها إلزام حتمه عليه لم يدخل العبد فيها الا باختيار الله تعالى له، فاندفع هوى
العبد فيها لأن الله ق وقت إعدادها وإمدادما وأبابها، فلما كان ذلك كان قيام العبد فيها
منقطعا عن اختياره لنفسه راجما إلى اختيار الله تعالى له، فأوجبت القرب من الله تعالى ما
لم يوجبه غيرها، فلذلك قال ما تقرب المتقربون ) بمثل أداء با افترضت عليهم، قال
وما يزال عبدى يتقرب إلى بالنوافل حتى أحبه) واعلم أن النوافل صى الزيادة، ولذلك
يمى النفل نفالا وهو ما ينفله الإمام لمن يراه زاثدا على نصييه من الغنيمة، قال الله ت
ومن الليل فتهجد به نافلة لك )(2) أى: زيادة لك من فضلنا على ما اقتضته الفرائض
واعلم أنه لم يوجب شيئا من الواجبات غالبا إلا وجعل من جنه نافلة حتى
إذا قام العبد بذلك الواجب وفيه خلل جبر بالنافلة التى هى من جنسه، ولذلك جاء فى
الحديث أنه ينظر فى صلاة العبد فإن قام بها كما أسره الله تعالى جوزى عليها وأثبتت
له، وإن كان بها خلل كملت من تافلته ) (2) حتى قال بعض أصل العلم إنعا تثبت لكم نافلة
إذا سلمت لك الفريضة، ويعلم الله تعالى أن فى عباده المؤمنين أقوياء وضعفاء كما جاء فى
الحديث ( الؤمن القوى خيرا وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف) (3 وفى كل خير. ففح
على الضعقاء بالاكتفاء بالواجبات وفتح للأقوياء باب النتوافل الخيرات، فعباد أنهضهم إلى
القيام بالواجبات، خوف عقوبته فقاسوا لها تخليصا لأنفسهم من وجود الهلكة وملاقاة
العقوبة، فما قاموا لله شوقا وطلبا للوفاء مع ربوبيته، فلو قوبلوا بالمحاققة لم يقبل منهم
قيامهم هذا لأنهم لم ينهضوا إلا لاجل تفوسهم ولم يطلبوا إلا حظوظيم، فقاموا لواجبات
را من هل بن عيد قال: قال ربول الله ي ( نية الامن خهر من صله وضل المثافق حير من تيته وكل يعمل على
تيته فإذا عمل الؤمن عملا فار فى قلبه نور) انظر المعجم الكبير (180/6) رقم (٥644)، وتاريخ بغداد (247/9) رقم
(48/1) بلفظ (وعمل الكافر) واتظر ابن حجر فى الفتح (18/1) فى شرحه للنية رقم (1)، واتظر مقد الشهاب
(119/1) رقم (1٤8) من حديث النواس بن صعان الكلابى قال: قال رسول الله ( نية المؤمن خمر من عمله وتية
.) التاجر شر من عطه)
10 انظر: فيض القير (45/3)
احرجه اين ماجه فى ننه (31/1) رقم (79) بزيادة لفظه [ ومن ل خبر احرض على ما ينفعك واستمن بالله ولا
تعجز فأن أمابك شيء فلا تقل لو إشى فعلت كذا وكذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان)
PageV00P022
============================================================
كتية القاهرة
الله تعالى بجرورين بلاسل الإيجاب كذك جاء فى الحديث ( عجب ريك من قوم
يناقون إلى الجنة بالسلامل 2(1).
وأسا العباد الآخرون فعندهم من غليان الشغف وجود الحب ما نيس تكفييم
الواجبات بل قلوبهم مثقلتة إلى الله تعالى من عوائق هذه الدار، فلو لم يحجز عليهم التنقل
بالعلوات فى أوقات النهى لرتشوا الأوقات بيا، ولحملوا أنقسيم فوق ما يطيقون، وعا
يذلك على أن الناس انقتوا على ذين القستين، أن رسول الله قال فى حديث
( بادروا بالأعال بعيا هل ينظر أحدكم إلا غنى مطغيا، أو فقرا بنسيا، أو مرضا مقعدا،
او درا مقيدا، او موتا مجهزا، أو الدجال فشر غائب ينتظر، أو الساعة فالساعة أدهى
وامر() قپذا الحديث يقتضى إنياض اليم إلى معاملة الله تعالى، والحث على البادرة إلى
طاعة الله تعالى، ومسابقة العوارض والقواطع قبل ورودها، فهذا خطاب للفريق الأول،
فطالييم الرسول باليادرة بالأعمال وجاءت أحاديث أخرى آمرة العباد بالاقتصاد فى
الطاعة لئلا يطيعوا باعث الشغف فيحملوا أنفسيم فوق ما يطيقون فيؤدى ذلك إلى سجزم
عن طاعة الله تعالى أو قيامهم فيها بوجوب التكلف.
وقال ( اكفلوا من العنل با تطيقون، فوالله لا يمل الله حتي تسلوا )() وقال
( القص، القصد تبلغوا)(2) وقوله ( أن هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق)(3) وقوله
( ولا تبغض إلى تضك عبادة الله تعالى ) () ومثل القائم بالواجيات المكتفى يها والقائم بها
وبالنوافل كمثل عبدين خارجيما المالك على أربعة درانم كل يوم فأما إحداهتا فقام بيا ولم
يزد: وأما الآخر فقام بها وعد إلى ظروف الفواكه وغراثٔب التحف فاشتراها وأمداها إلى
السيد، فهو لا شك أولى بور السيد من العبد الآخر:
وقوله تعالى *( فإذا احببته كنت متعه الذى يسع يه، وبصرد الذى يبصر به)
الحديث عناه وجود البقاء بعد الفناء فتعحى أوصافك
وستعت شيخنا أبا العباس ييه يقول: إن لله تعالى عبادا محق أفعاليم بأفعانه،
) أخرجه ابن أبى عامم فى السنة (251/1).
اخرجه الترمذى (2260) والحافظ النذرى في الترشيب والترهيب (4 /150) واليوطى فى الدرر النثور (2 /
- 137)، وابن دى فى الكامل فى الضعتاء ( /2٤34)، والمتقى الهندى فى كنز العسال (43567)
13 اخرجه أبو داود (1368)، والنساتى (2 /28)..
يح: أخرجه الخارى فى حيحه (8/ 122) واحمد فى مسنده (2 /14ه)
أخرجه البييتى فى السنن الكبرق (3/ 18) وابن البارك فى الزهد ، واين عبد البر فى التييد (1/ 190)
) اخرجه اين ساجه (2 / 27) والزبيى فى اتحاف الادة (5 / 161)
PageV00P023
============================================================
لطائف الثن
وأوصافهم بأوصافه، وذاتهم بذاته، وحملهم من أرازد ما يعجز عامة الأولياء عن سعاعه
وهم الذين غرقوا فى بحر الذات وتيار الصفات، فهى إذن فثات ثلاث:
أن يفنك عن أفعالك بأفعاله، وعن أوصافك بأوصافه، وعن ذاتك بذاته، ولذلك قال
قائلهم:
وقوم تاد فى أرض بقفز وقوم تاه فى ديدان حبه
فأفنوا ثم أفتوا ثم أفتوا وأبقوا بالبقاء من قرب قرب
فإذا أفناك عنك أبقاك به، فالفناء. دعليز البقاء ومنه يدخل إليه فمن صدق فناؤه
صدق بقاؤه . ومن كان عما سوى الله تعالى فناؤه كان بالله تعالى بقاؤه . ولذلك قالوا:
من كان فى الله تعالى تلفه كان على الله تعالى خلفه قالفناء يوجب عذرهم والبقاء
يوجب نصرهم. الفتاء يوجب غيبتهم عن كل شىء والبتاء يحضرفم مع الله في كل شيءٔ
فلا يقطعون عنه فى شىء . الفناء يميتهم ، البقاء يحييم، ومن دكت جبال وجوده استمع
داعى شهوده، قال الله ( ويسالونك عن الحبال فقل ينسفها رئبى تسفا (104) فيدرها
قاعا صفصفا (102) لأ ترى فيها عوجا ولا أفتا (10) يؤمئذ يتبعون الدعى لا عوج له وخشعت
الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا هما (10) )(1) وصاحب البقاء يقوم عن الله تعالى،
وصاحب الفناء يقوم الله تعالى عنه
وقوله تعالى [ وما ترددت فى شيءٔ أنا فاعله تردد عن نفس عبدى المؤمن يكره
الموت، وأكره مساءته ولا بد له منه
واعلم رحمك الله تعالى أن التردد يجب تأويله ولا يحمل على ظاهره وإنسا التردد فى
المخلوقين إما لتقابل الحوادث، وإما لأنها من العواقب، وذلك محال فى حق الحق بقا.
وإنما المراد بالتردد هاهنا أن ابق علم الله يقتضى وفاة العبد بالوقت الذى سبق
العلم بتعيينه وصفة الرأفة تقتضى دفع ذلك لولا ما سبق العلم، وقد أشارال إلى صفة
الرأفة بقوله { يكرد الموت وأكره مساءته ) وأشار إلى صفة العلم بقوله { ولا بد له منه
انعطاف . اعلم رحمك الله تعالى باقباله عليك وجعل أنواره وأصله إليك، أنهما ولايتان،
ولى: يتولى الله وولى يتولاه الله تعالى . قال الله عق فى الولاية الأولى ومن يتون الله
ورسوله والذين آمنوا فإن حزب الله هم الغالبون ) .
(را رطه: 105 الى 108)
PageV00P024
============================================================
مكتبة القاهرة
وقال فى الولاية الثانية وهو يتولى الصالحين ) قال الشيخ أبو الحسن : من
أجل مواهب الله تعالى الرضا بمواقع القضاء، والصبر عند نزول البلاء، والتوكل على الله
تغالى عند الشدائد، والرجوع إليه عند النوائب، فمن خرجت له هذه الأربع من خزائن
الأعمال على بساط المجاهدة، ومتابعة السنة، والاقتداء بالأنمة، فقد صحت ولايته لله
ولرسوله والمؤمنين ومن يتول الله ورسوله والذين آمثوا فإن حزب الله هم الغالبون} (1)
ومن خرجت له من خزائن المتن على بساط المحبة، فقد تمت ولاية الله تعالى له
بقوله ( وهو يتولى الصالحين ) ففرق بين الولايتين، فعبد يتولى الله، وعبد يتولاه الله
تعالى، فينا ولايتان صغرى وكبرى، فولايتك لله تعالى خرجت من المجامدة، وولايتك
لرسوله خرجت بن متابعة سنته، وولايتك للمؤمين خرجت من الاقتداء بالأئمة ، فافيم
ذلك من قوله *( ومن يتول الله ورسوله ) الآية، واعلم رحمك الله تعالى بورود عواطقه
وفهمك لطائف عوارفه إن الصلاح فى قوله ع ( وهو يتولى الصالحين ) ليس مرادا به
الصلاح الذى يقصده أهل الطريق عند تفصيل المراتب، فيقولون صالح وشهيد، وولى، بل
الصلاح هنا المراد به، الذين صلحوا لحضرته، بتحقق الفتاء عن خليقته
الم تنع قول الله حاكيا عن يوسف الظهل ( توفنى مسلما والحقنى
بالصالحين أراد بالصالحين هذا المرسلين من آبائه لأن الله تعالى أهلهم لنبوته ورسالته،
فكانوا لها أملا: وإن شثٔت قلت: هما ولايتان ولاية الإيمان وولاية الإيقان، فولاية الإيمان
قال الله ل (( الله ولى الذين آمثوا يخرجهم من الظلمات الى النور )() وفى هذه الولاية
فوائد:
الفائدة الأولى: اختصاص ام الله تعالى بالذكر في هذا الموطن دون ما سواه مز
الأماء فقال الله يا ( الله ولى الذين آمنوا )) ولم يقل الرحمن ولا القهار، ولا غير ذلك مز
الأسماء التى تتضمن الأوصاف، لأته أراد أن يعرفك بشتول ولايته لسائر المؤمنين من الاس
الجامع لجميع الأاء، فلو ذكر اما من أاء الأوصاف لكانت الولاية من حيثية ذلك
الاسم
الفائدة التانية: ربط الولاية بالايمان ليعرفك غزارة قدر الايمان وعلو منصبه، حيه
كان ببا لثبوت ولاية الله تعالى للعبد، ولا يفهم من هذه الآية اختصاص الولاية بنن وقه
() المائدة: 56)
(2) (البقرة: 257)
PageV00P025
============================================================
لطائف المنن
منه الإيمان قبل نزول هذا الخطاب لإتيانه بصيغة الماضى، بل الراد من قام به الإيمان
وجبت ولاية الله تعالى له، أى وقت كان ذلك الإيمان، وقد تساق الأفعال على صيغة خاصة
وليس المراد خصوص تلك الصيفة كما تقول: قد افلح من آمن وخاب من كفر .. الا ترى أن
المراد بالأول: قد أفلح من كان منه إيمان، وقد خاب من كان بنه كفر، من غير تعرض
لزمان مين
الفائدة الثالثة: قال يفا (( يخرجهم من الظلمات إلى النور )(1) على وسع رحنته
وسبوغ نعمته إذ لما قال ( الله ولى الذين آمنوا يخرجهم من الظلمات إلى النور )(1) علم
انهم قد يدخلون فى الظلمات ولكن الله تعالى لولايته إيادم يتولى إخراجهم كنا قال فى الآية
الأخرى ( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلبوا أنفسهم ذكروا الله (2) الآية تساق المدح
للمؤمنين كما اق قوله ((يخرجهم من الظلمات إلى النور) فساق البشارة لهم ولم يقل
(والذين يفعلون الفاحشة) إذا لو قال ذلك لم يدخل فيها إلا أهل الاعتناء الأكبر، وكذلك
قوله تعالى ( والكاظمين الغيظ } (3) وكذلك قوله تعالى (( وإذا ما غضبوا هم يغفرون )(4
فمدحيم بالغفرة بعد الغضب ولم يقل (والذين لا يغضبون) فيصفهم بفقدان الغضب أصلا،
إذا الصفة التى هم متصفون بها لا تقتضى ذلك.
الفائدة الرابعة: إعلام الحق لة فى هذه الآية للمؤمنين بثارة عظيمة تتضعنها
ولايته لأنها تضمنت كل خير من خير الدنيا والآخرة من نور وعلم وفتح وشيود ومعرفة
ويقين وتأييد ووجود ومزيد وحور وقصور وأنهار وثمار، ورؤية الله تعالى ورضاء من الله
تعالى، وما بين ذلك من الحشر مع المتقين وأخذ الكتاب باليمين وثقل الميزان بالحسنات
والثبات على الصراط وما وى ذلك من المتح والمواهب تتضمته ولاية الله تعالى لعباده
المؤمنين فهى البشارة التى تضمنت كل بشارة.
، واعلم أن ولاية الله تعالى تتضمن النفع والدفع، أما النفع فمن قوله ل( فلؤلا كانت
قرية آمنت فنفعها إيمائها )(5) ومن قوله ( فلم يك ينفعهم إيمانهم لما رأوا بأفا)(2)
وهذا فى صفة الكافرين، فعفهومه أن الإيمان ينغع المؤمنون ولو عند رؤية الناس، وكذلك
قوله ( يؤم يأتى بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانٔها لم تكن آمنت ون قبل أو كسبت
(2) (آل عمران: 135)
2 راعرة، 157)
4) (الشورى: 27)
(آل سران: 134)
1) (غافر: 85)
0 يوس: 1)
PageV00P026
============================================================
مكتبة القاهرة
فى إيمانها خيرا(1) فيغهومه إذا كانت مؤمنة من قبل ينفعها إيمانها: وأما الدفع فمن
قولد ل إن الله يلافع عن الذين امثوا ويحمن النصرة لقوله يعال لا وكان حقا علنتا
نعر المؤمنين } (3) تتضمن النجاة لقوله تعالى (( كذلك حقا علينا ننجى الؤمنين )
الفائدة الخاسة: قوله تعالى ( يخرجهم من الظلمات إلى النور )(1) أى: يخرجهم
بن ظلمات الكفر إلى نور الايمان، ومن ظلمات البدعة إلى نور السنة، ومن ظلمات الغفلة إلى
نور اليقظة، ومن ظلمات الحظوظ الى نور الحقوق، ومن ظلمات طلب الدنيا إلى نور طلب
الآخرة، ومن ظلمات المعصية إلى نور الطاعات، ومن ظلمات الكثائف الى نور اللطائف، ومن
ظلمات الهوى إلى نور التقوى، ومن ظلمات الدعوى إلى إشراق نور التبرى من الحول
والتوى، ومن ظلمات الكون إلى شيود المكون، ومن ظلمات التدبير إلى إشراق نور التفويض،
الى غير ذلك سا لا يحصره العدد عا يخرجهم عنه ويخرجهم إلي
وأما الولاية التانية: ولاية الإيقان، وهى تتضمن الإيمان والتوكل، وقد قال الله ن
(ومن يتوكل على الله فهو حسبه ل (0) ولا يكون التوكل إلا مع اليقين، ولا يكون توكل
ويقين إلا مع الإيمان لأن اليقين عبارة عن استقرار العلم بالله تعالى فى القلب مأخوذ من يقن
الماء فى الجيل إذا استقر وكن فيه، فكل يقين إيمان وليس كل إيمان يقينا، والفرق بينهسا
أن الايمان قد يكون مع الغفلة، واليقين لا تجامعه الغفلة، وإن شئت قلت مما ولايتان:
ولاية الصادقين، وولاية الصديقين
فولاية الصادقين: بإخلاص العمل لله تعالى والقيام يالوفاء مع الله تعالى طلبا للجزاء
من الله تعالى.
وولاية الصديقين: بالفناء عما سوى الله تعالى والبقاء فى كل شىء بالله تعالى.
وقد قال الشيخ أبو الحسن ق فى بعض كتب الله تعالى المنزلة على بعض آنبيائه:
( من أطاعنى فى كل شيء أطعته فى كل شيء )
فقال الشيخ أبو الحسن ( من أطاعنى فى كل شىء بهجرانه لكل شىء أطعته فى
كل شيء، بأن أتجلى له دون كل شيء حتى يرانى أقرب إليه من كل شيء) هذه طريقة
أولى وهى طريقة السالكين.
(1) (الأنمام: 158)
4) (الحح: 22)
1 (الروم 27)
PageV00P027
============================================================
لطائف المنن
وطريق كبرى.. من أطاعنى فى كل شىء بإقباله على كل شىء يحن إرادة مولاه
فى كل شىء أطعته في كل شيء . بأن أتجلى له فى كل شيء حتى يرانى كأنى فى كل
شىء . واذا عرفت هذا فاعلم أنهما ولايتان: ولى يغنى عن كل شىء فلا يشهد مع الله تعالى
شيئا . وولى يبقى فى كل شىء فيشهد الله تعالى فى كل شىء . وهذا أتم، لأن الله تعالى لم
يظير المملكة حتى يشهد فيها
قالكاثنات مرايا الصفات فمن غاب عن الكون غاب عن شهود الحق فيه فما نصبت
الكائنات لتراها، ولكن لترى فيها مولاها، فيراد الحق منك أن تراها بعين من لا يراها
تراها من حيث ظهوره فيها ولا تراها من حيث كونيتها ولنا فى هذا المعنى شعر:
ما أبنيت لك العوالم إلا لتراها بعسين من لا يراها
فارق عنها رقى من ليس يرضى حالة دون أن يراها بولاها
فالناظر للكائنات غير شاهد للحق فيها غافل، والفانى عنها عبد بنطوات الشهود
ذاهل، والشاهد للحق فيها عبد مخصص كامل، وإنسا ترفع الهمة عن الكون من حيث
كونيته.. لا من حيث ظهور الحق فيه، فأعضاء الزهاد والعباد وأهل الإرادة عن الكون لأنه
لم يسبق ظهور الحق فيه، وذلك لعدم نفوذهم إليه فى كل شىء لا لعدم ظهوره فى كمل
شيء، فإنه ظاهر فى كل شيء حتى آنه ظاهر فيما به احتجب فلا حجاب، ولنا فى هذا
المعنى شعر:
كل مختاج وأنست لك الفتى
ثلى بن يخطى ومثلك من يعفو
ثلك من يرعى ومشلى من يجفو
وأنت الذى أبسدى الوداد تكرما
وما طاب عيش لم تكن فيه واصلا
ولم يصف لا والله أنى له يصفو
عزمت على أن أترك الكون كله
وأقفو سبل الحب والعجتبى يقفو
شهودكم يجلو الحجاب لأنسه
اذا حقق التحقيق صار هو الكشف
وما أحسن الأحباب فى كل حاله
فالله ا ييدو ولله ما يخقو
وإن الأولى لم يشيدوك بمشهد
قلوبيم عن نيل سر الهوى غلف
وأنست الذى أظهرت ثم ظهرت فى
يع المبادي مثل ما شهد العرف
ظهرت لكل الكون فالكون مظير
ونى له أيضا كا جاءت الصحف
فاى فسؤاد عن ودادك ينشنى
واية عين بعد قريك لن تففو
PageV00P028
============================================================
مكتبة القاهرة
وأية تفس لم يعلها هولكم على حبكم طرا تفوس الورى وقف
وإن شئت قلت هما ولايتان. ولاية دليل وبرهان. وولاية شهود وعيان: فولاية
الدليل والبرهان: لأهل الاعتبار . وولاية الشهود والعيان: لأهل الاستبصار.
فلأهل الولاية الأولى قوله سنريهم آيثنا فى الآفاق وفى انفسهم حتى يتبين
لهم انه الحق(1).
ولأهل الولاية الثانية قوله (( قل الله ثم ذرهم فى خوضهم يلعبون ().
وأرباب الدليل والبرهان عند أهل الشهود والعيان، لأن أهل الشهود والعيان قدسوا
الحق فى ظهوره إن يحتاج دليل يدل عليه، وكيف يحتاج الى دليل من نصيب الدليل؟
وكيف يكون بعرفا به؛ وهو المعرف له، قال الشيخ أبو الحسن قلب: كيف يعرف بالمعارف
من به عرفت المعارف، أو كيف يعرف بشيء من سيق وجوده، وجود كل شيء؟
وقال مريد لشيخه: يا أستاذ أين الله تعالى؟ فقال له: أسحقك الله أتطلب من العين
الأين، وأنشد بعض العارفين:
لقد ظهرت فلا تخفى على أحد إلا على اكمه لا يعرف القمر
ثم استترت عن الأبصار يا أحد فكيف يعرف من بالعزة استتر
قما احتجب الحق عن العباد إلا بعظم ظهوره، ولا بنع الأبصار أن تشهده إلا
قهارية نوره فعظم القرب هو الذى غيب عنك شهود القرب، قال الشيخ أبو الحسن: حقيقة
القرب أن تغيب فى القرب عن القرب لعظم القرب لمن يشم رائحة السك فلا يزال يدنوا
منها كلما دنا تزايد ريحها فإذا دخل البيت الذى هو فيه انقطعت رائحته عنه، وأنشد
بعض العارفين:
كم ذاتموه بالشعبين والعلم والأمر أوضح من نار على علم
أراك تأل عن نجد وأنت بيا وعن تهمامة هذا فعل متهم
ووجدت بخط شيخنا أبى العباس طي شعرا:
اعندك من لياى ديث محرر باراد پيا الرميم وينيد
هدى بالمهد بها القديم وأنسنى ملى كل حال فى هواها مقصد
( فصلت: 53)
(1) (الانعام: 41)
PageV00P029
============================================================
لطائف المغن
وقد كان عبنها الطيف قدما يزورن
و زر سا بال ه يتذر
هل يشاف حتى بطيف خيالها
أم أعتل حتى لا يصح التصور
ون وجه ليلى طلعت الشعس تستفني
وفى الشس أبصار السورى تتحير
و ا احتجت إلا برفع حجابها
و ن عجب آن الغل ور تتر
واعلم: أن الأوله إنسا نصبت لمن يطلب الحق لا لمن يشمده، فإن المشاهد غنى
بوضوح المشهود عن أن يحتاج إلى دليل، فتكون المعرفة باعتبار توصيل الوسائل إليها
كبية، ثم تعود فيها نهايتها ضرورية، وإذا كان من الكائنات با دو شنى بوصنه عن إقامة
دليل فالكون أولى بغتاه عن الدليل نها.
وقد قال الشيخ أيو الحمن : وإنا لننظر إلى الله ببصر والإيقان فأغنانا ذلك عن
الدليل والبرهان، وإنا لنرى أحدا سن الخلق هل فى الوجود أحدا سوى الملك الحق، وإن
كان ولابد فقالبها فى الهوى، إذا فتشته لم تجد شينا، ومن أعجب العجب أن تكون
الكائنات موصلة إليه، فليت شعرى هل لها وجود معه حتى وصل إليه؟ أو هل لها من
الوضوح ما ليس له حتى تكون هى الظهرة له؟ وإن كانت الكائنات موصلة إليه فليس ذلك
لها من حيث ذاتها، لكن هو الذى ولاهم رتبة التوصيل فوصلت، فما وصل إليه غير
الوهيته ولكن الحكيم من وضع الأسباب وهى لمن وقف عندها ولم ينفذ إلى قدرته عين
الحجاب
ولقد قال الراوى: أصبح ربول الله فى اثر ما كان فى الليل، فقال
(أتدرون ماذا قال ربكم؟) قالوا: الله ورسوله أعلم؛ قال (قال ربكم: أصبح من عبادى
مؤمن بى وكافر بى ) (1) ( فأما من قال: مطرنا بفضل الله ورحمته فذلك مؤمن بى كافر
بالكواكب، وأما من قال: مطرنا بنجم كذا او نبو كذا فذاك كافر بى مؤمن بالكواكب ) (2)
فلابد من الأباب وجودا ولابد من الغيبة عنها شهودا، وكيف تكون الكائنات
مظيرة له وهو الذى أظهرها، أو معرفة له وهو الذى عرفها
فإن قامت فقد جاء فى الحديث ( من عرف نفسه فقد عرف ربه) (3 فهذا دليل
(1) أخرجه اين ماجه (1305/2) رقم (2954) بلفظ ( ستكون فتن يحيح الرجل فيها مؤمتا ومسى كافرا إلا من أحياه
(1) الله بالعلم ، والدارمى (109/1) وقم (338).
1- رواد مالك فى الوطا . ذكره القرطبى فى تفسيرد (17 /230)
اخرجه أبو تعيم فى الحلية (208/10) وانظر: فيض القدير (0/5ه).
PageV00P030
============================================================
مكتبة القاهرة
على أن معرفة النفس موصولة إلى معرفة الله تعالى، وهى كون من الأكوان، ففيه إثبات
توصيل الكاثنات إليه
فاعلم: أنى بتعت شيخنا أبا العباس ع يقول: فى هذا الحديث تأويلان:
احداهما: من عرف تفه بذلها وعجزها وفقرها عرف الله بعزته وقدرته وغناه،
فتكون معرفة النفس آولا ثم بعرفة الله تعالى من بعد .
والثانى: من عرف نفه عرف رب، آى: من عرف نفه فقد دل ذلك منه على آنه
عرف الله من قبل . فالأول حال السالكين والثانى حال المجذويين.
واعلم: بسط الله لك بساط منته وجعلك من أهل حضرته أن الله سبحاته إذا تولى
وليا صان قليه من الأغيار، وحره بدوام الأنوار، حتى لقد قال بعض العارفين: إذا كان
الحق سبحانه قد حرس السعاء بالكواكب والشهب كيلا يسترق السمع منها فقلب المؤمن
أولى بذلك، لقوله تعالى فيما يحكيه عنه رسول الله ( لم يسعنى أرضى ولا مائى
ووسعنى قلب عبدى الؤمن (2) فانظر رحمك الله تعالى، هذا الأمر الأكبر الذى أعطيه هذا
القلب حتى صار لهذه الرتبة أهلا.
ولقد قال الشيخ أبو الحسن: لو كشف عن نور المؤمن العاصى لطبق ما بين السماء
والأرض، فما ظنك بنور المؤمن الطيع، ولقد سمعت شيخنا أبا العياس يقول: لو كشف عن
حقيقة الولى لعبد لأن أوصافه بن أوصافه: ونعوته من نعوته.
ولقد أخبرنى بعض المريدين قال: صليت خلف شيخى صلاة فشهدت ما أبهر
عقلى، وذلك أنى شهدت بدن الشيخ والأنوار قد ملأته وانبثت الأنوار من وجوده حتى أنى
لم أستطع النظر إليه فلو كشف الحق عن مشرقات انوار قلوب أوليائه لانطوى نور الشعس
والقسر فى مشرقات أنوار قلوبيم، وأين نور الشمس والقمر من أنوارهم الشمس يطرأ عليها
الكسوف والغروب، وأنوار قلوب أولياثه لا كسوف لها ولا غروب، ولذلك قال قائلهم:
ان شمس التيار تغرب بالليل وشمس القلوب ليس تفيب
ونور الشمس تشيد به الآثار ونور اليقين يشهد به المؤثر
ولنا فى دذا المعنى شعرا:
مذه الشمس قابلتنا بنور وشمس اليقين أبهر نورا
(1) أخرجه الزبيدى فى اتحاف الادة المتقين (7/ 243)، انظر أحاديث القصاص لاين تيمية (1 /1)
PageV00P031
============================================================
لطائف الثن
فرأينا بهذا النور لكن بهاقيك قد رأينا المنيرا
لكن الحق ل يوفى أعيان الممكنات حقها ويعطييا قطها فيقرر لكل كون رتبته
ويوفيه دولته، فلذلك ستر من الخصوصية فى وجود البشرية، ولابد للشس من حاب
وللحسن من نقاب، وهل يكون الكنز إلا مدفونا والسر إلا مصونا، وصنع ذلك سبحانه
ليكون سر الولاية غيبيا فيكون المؤمن به مؤمنا بالغيب، وأيضا أجل سر ولايته أن يظهره