forked from OpenITI/barzakh
-
Notifications
You must be signed in to change notification settings - Fork 0
/
Copy path1102NurDinYusi.Qanun.Kraken220809002354-ara1
10338 lines (9186 loc) · 893 KB
/
1102NurDinYusi.Qanun.Kraken220809002354-ara1
1
2
3
4
5
6
7
8
9
10
11
12
13
14
15
16
17
18
19
20
21
22
23
24
25
26
27
28
29
30
31
32
33
34
35
36
37
38
39
40
41
42
43
44
45
46
47
48
49
50
51
52
53
54
55
56
57
58
59
60
61
62
63
64
65
66
67
68
69
70
71
72
73
74
75
76
77
78
79
80
81
82
83
84
85
86
87
88
89
90
91
92
93
94
95
96
97
98
99
100
101
102
103
104
105
106
107
108
109
110
111
112
113
114
115
116
117
118
119
120
121
122
123
124
125
126
127
128
129
130
131
132
133
134
135
136
137
138
139
140
141
142
143
144
145
146
147
148
149
150
151
152
153
154
155
156
157
158
159
160
161
162
163
164
165
166
167
168
169
170
171
172
173
174
175
176
177
178
179
180
181
182
183
184
185
186
187
188
189
190
191
192
193
194
195
196
197
198
199
200
201
202
203
204
205
206
207
208
209
210
211
212
213
214
215
216
217
218
219
220
221
222
223
224
225
226
227
228
229
230
231
232
233
234
235
236
237
238
239
240
241
242
243
244
245
246
247
248
249
250
251
252
253
254
255
256
257
258
259
260
261
262
263
264
265
266
267
268
269
270
271
272
273
274
275
276
277
278
279
280
281
282
283
284
285
286
287
288
289
290
291
292
293
294
295
296
297
298
299
300
301
302
303
304
305
306
307
308
309
310
311
312
313
314
315
316
317
318
319
320
321
322
323
324
325
326
327
328
329
330
331
332
333
334
335
336
337
338
339
340
341
342
343
344
345
346
347
348
349
350
351
352
353
354
355
356
357
358
359
360
361
362
363
364
365
366
367
368
369
370
371
372
373
374
375
376
377
378
379
380
381
382
383
384
385
386
387
388
389
390
391
392
393
394
395
396
397
398
399
400
401
402
403
404
405
406
407
408
409
410
411
412
413
414
415
416
417
418
419
420
421
422
423
424
425
426
427
428
429
430
431
432
433
434
435
436
437
438
439
440
441
442
443
444
445
446
447
448
449
450
451
452
453
454
455
456
457
458
459
460
461
462
463
464
465
466
467
468
469
470
471
472
473
474
475
476
477
478
479
480
481
482
483
484
485
486
487
488
489
490
491
492
493
494
495
496
497
498
499
500
501
502
503
504
505
506
507
508
509
510
511
512
513
514
515
516
517
518
519
520
521
522
523
524
525
526
527
528
529
530
531
532
533
534
535
536
537
538
539
540
541
542
543
544
545
546
547
548
549
550
551
552
553
554
555
556
557
558
559
560
561
562
563
564
565
566
567
568
569
570
571
572
573
574
575
576
577
578
579
580
581
582
583
584
585
586
587
588
589
590
591
592
593
594
595
596
597
598
599
600
601
602
603
604
605
606
607
608
609
610
611
612
613
614
615
616
617
618
619
620
621
622
623
624
625
626
627
628
629
630
631
632
633
634
635
636
637
638
639
640
641
642
643
644
645
646
647
648
649
650
651
652
653
654
655
656
657
658
659
660
661
662
663
664
665
666
667
668
669
670
671
672
673
674
675
676
677
678
679
680
681
682
683
684
685
686
687
688
689
690
691
692
693
694
695
696
697
698
699
700
701
702
703
704
705
706
707
708
709
710
711
712
713
714
715
716
717
718
719
720
721
722
723
724
725
726
727
728
729
730
731
732
733
734
735
736
737
738
739
740
741
742
743
744
745
746
747
748
749
750
751
752
753
754
755
756
757
758
759
760
761
762
763
764
765
766
767
768
769
770
771
772
773
774
775
776
777
778
779
780
781
782
783
784
785
786
787
788
789
790
791
792
793
794
795
796
797
798
799
800
801
802
803
804
805
806
807
808
809
810
811
812
813
814
815
816
817
818
819
820
821
822
823
824
825
826
827
828
829
830
831
832
833
834
835
836
837
838
839
840
841
842
843
844
845
846
847
848
849
850
851
852
853
854
855
856
857
858
859
860
861
862
863
864
865
866
867
868
869
870
871
872
873
874
875
876
877
878
879
880
881
882
883
884
885
886
887
888
889
890
891
892
893
894
895
896
897
898
899
900
901
902
903
904
905
906
907
908
909
910
911
912
913
914
915
916
917
918
919
920
921
922
923
924
925
926
927
928
929
930
931
932
933
934
935
936
937
938
939
940
941
942
943
944
945
946
947
948
949
950
951
952
953
954
955
956
957
958
959
960
961
962
963
964
965
966
967
968
969
970
971
972
973
974
975
976
977
978
979
980
981
982
983
984
985
986
987
988
989
990
991
992
993
994
995
996
997
998
999
1000
######OpenITI#
#META# Origin: converted with Kraken (ocr model: 12-24-2021_ArabPersGeneralized.mlmodel, segmentation model: DEFAULT)
#META# Date: 2022-08-09
#META#Header#End#
القانسون
بنالللا عزالايم
وصلى الله على سيدنا [ومولانا]1 محمد - وعلى ب 2 آله وصحبه وسلم ح تسلبماح 3
(قال الشيخ العالم العلامة، شيخنا واعتمادنا ووسيلتنا إلى رينا، أياه علي سيدنا
ومولانا الحسن بن المسعود اليوسي تقمده الله برحمته، ومتعنا والسلمين بعلومه، وبعلوم
أمثاله في الدارين آمين، بجاه النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم]5.
الحمد لله الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم5، والشكر له على ما
افهم والهم، وأولى وأنعم. والصلاة والسلام على سيدنا ومولانا محمد، المبعوث إلى خير
1- سقطت من د.
3- سقطت من ح
3 سقطت من ح.
9- الصواب: أبو علي
5_ ساقط من در ح.
ك تضمين للأتين. - من سورة العلق.
PageV00P103
============================================================
القانون
الأمم بالهدى1 والدين الأقوم، وبيان الأحكام والحكم، وصحابته نجوم الظلم2، وكل من
تبعهم على كراثٔم الشيم، ما انهمرت سواجم3 الديم على الوهاد والأكم. نساله سبحاثه
أن يسبل علينا سوايغ النعم، ويعصمنا في القول والفعل من الزلل والوصم4، انه ذو الجود
والفضل الأعم، وذو القدرة والحول الأتم.
أما بعد، فهذا بعون الله قانون يشتمل على أحكام العلم، وأحكام العالم، وأحكام
المتعلم، وما يتعلق بشيء من ذلك، على وجه الإشارة والاختصار في العبارة.
فهذه ثلاثة أبواب:
ج باهدي
تضمين لحديث (أصحابي كالنحوم بايهم اقتديتم اهتديتم). جامع الأصول/و: 410. وفي هذا
الحديث مقال من حيث طرق روايته الضعيفة ولذلك لم يسلم ابن عبد البر بصحته، فقال: هدا
اسناد لا تقوم به ححة، لأن الحارث بن غصين بحهول". جامع بيان العلم وفضله/2: 91-90.
ورد في ح اسداحم1. وهي من سحم سحوما وسيحاما الدمع: سال قليلا أو كثيرا، وانصب فهو
سابم وسحت السحابة الماء: أسالته وصبته.
9- الوصم: العيب والعار.
5- القانون: جمع قوانين، وهو في الأصل مقياس كل شيء:
PageV00P104
============================================================
PageV00P105
============================================================
8
القانسون
ويشتمل على فصول:
الفصل الأول: في شرح ماهية العلم لغة وعرفا
ويشتمل على تمهيد، قبل الاشتغال بالتحديد:
فاعلم أنه قد دلت الصنعة1 من جهة إمكانها أو حدوئها أو كليهما، على ما سيچين
في محله، على وجود الصانع الحق تعالى، وقد علم من حدوث العالم كله على ما سيتقرر،
أنه تعالى كان في أزله ولا شيء معه2، إذ لا قديم عندنا ولا واجب وجود، إلا ذاته تعسالى
وصفاته القائمة بذاته، وقد علم من الاختلافات الواقعة في الصنعة الموجبة للتخصيص، أنسه
تعالى مختار في فعله ، إذ لو فعل بمناسبة ذاتية على طريق التعليل3 أو الطبع4، لسا خصص
بثلا عن يثل بايجاد ولا إعدام، ولا مقدار ولا صفة، ولا زمان ولا مكان، ولا جهة.
وقد اقتضى الاختيار الظاهر، أن له تعالى إرادة وقدرة عامة، وعلما محيطا، وحياة
دائمة، فكان له النفع والضرر، وقد وجب أن يكون تعالى قاثما بنفسه، اذ [ لو احتاج لم
- الصنعة من الصناعة، وهي تختلف عن العلم لأنها خبرة وتطبيق، هذا أطلقوها على الطب،
والمنطق وعلم الكلام، وغيرهما من العلوم الفرعية. المعين/1: 229.
2 تضمين لحديث الذي حاه فيه: (كان الله ولم يكن شيء غيره وكان عرشه على الماء).
صحيح البخاري: كتاب بده الخلق، باب ما جاء في قوله تعالى: وهو الذي يبدا الخلسق ثم يعيدة
وهو أمون عليه}. الروم: 27.
3- الذين يقولون بالتعليل هم الفلاسفة، المخالفين في انفراده تعالى بالتأثير، أي الاحراع والتكوين
4- يسب القول بالطبع إلى فرقة الطبائعين، الذين يقولون بتأثٔير الطبيعة في مطبوعها، وبذلك
يدرحون ضمن الطوائف المخالفة في انفراده تعالى بالتأثير.
PageV00P106
============================================================
القانون
يستيد بالملك، فهو حاكم فير محكوم عليه، قاهر غير متهور، آمر غير ماموں فعلم آن
النفع منه فضل، والضرر عدل1.
فكان من اختياره إيجاد هذا العالم، وكان من الحكمة في إيجاده أن يكون مظهرا
لفضله، بالاتشاء والاعطاء، والاغناء والانعام والاكرام، ونحو ذلك، ومظهرا لعدله، بالافناء
والاشتاء، والافقار والاضرار، والحساب والعقاب، ونحو ذلك. وكان من اختياره سبحانه،
ان يجعل منه من يعقل ذلك ويعلمه فيشهد به، لا ليزداد بذلك سبحانه كمالا، ولا ليدفع
(به) 2 نقصا، كيف وهو القائم بنفسه الغني القاهر3، ولكن لمنفعة تعود على الشاهد،
بالانتفاع بما علم والامتداء، فيظهر له وعليه فضل الله تعالى، أو مضرة تعود عليه بالاباية
والاستكبار، فيظهر له وعليه عدله تعالى، يفعل تعالى ما يشاء ويحكم ما يريد.
(الكلام على ذوي العلم وهم الملائكة والإنس والجن)
فخلق تعالى ذوي العلم أصنافا أربعة، وقيل ثلاثة: الأول من النور المحض4، فجعله
مستعدا للانتفاع وظهور الفضل، وهو الملك. والثاني من النارة، فجعله مستعدا
1 - وهي عقيدة أهل السنة، خلافا للمعتزلة الذين يوحبون على الله فعل الصلاح والأصلح.
ك سقطت من د و ح.
3 - مصداقا لقوله عز وحل: يائها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو العني الحميد) . فاطر:
15. وقوله تعالى: وهو القاهر قوق عباده وهو الحكيم الخبير. الأنعام: 18.
4- قال السعد التفتازانى في تعريفهم: "الملائكة أحسام لطيفة نورانية، قادرة على التشكلات
شرح المقاصد /3: 368.
ك تابع اليوسي الامام سعد الدين التفتازاني في كون العتصر الغالب على تركيب الجن وهو الهسواء
كما ذكر في شرح المقاصد/3: 368. وإلا فقد حاء في القرآن الكريم قول الله تعالى : ل(خلق
الإيسان من صلصال كالفخار وخلق الجال من مارج من تار}. الرحمن: 14 -15.
PageV00P107
============================================================
القانسون
للاباية1 وظهور العدل، وهو الشيطان2. الثالث من الهواء، فجعله قابلا للأمرين، وهو
الجن. ولذا يكون فيهم كافر ومؤمن3، وقيل إنهم من الصنف الثاني، والله يهدي من يشاء.
الرابع من أخلاط أربعة: تراب ونار وماء وهواء، فجعله أيضا قابلا للأمرين، وهو الإنسان.
اما الصنف الثاني، فهو أخس الأصناف، بل أخس المخلوقات، لخبئه وعييه وسوء
كسبه4. نعم له مرتبة من الشرف الوصفي، بالحياة والعلم والإرادة والتصرف، فاق بهسا
الجمادات والحيواثات العجماوات، ولكن خالف الحكمة في استعمالها، في غير ما هو من
شأنها آن تستعمل فيه، من معرفة الله تعالى، ومعرفة حكمه وحكمته وعبادته، وما يعين
على ذلك، فبطل شرفه، وصارت المذكورات أشرف منه، لسلامتها عن تلك المخالفة.
وأما الصنف الأول والأخير، فلهما أيضا الشرف الوصفي المذكور، وامتاز الملك
بفضيلة الدعوب3 على طاعة الله تعالى، والنزاهة عن معصيته. وامتاز الإنسان بفضيلة
الاختيار، ومقاساة الشهوة، ومجاهدة النفس والشيطان، وانقسم إلى ثااثٔة أصناف: صنف
ابتلي بمخالقة الحكمة، فالتحق بالشيطان6 كما مر، وهم الكفار وصنف خصص
بالطهارة والنزاهة، فالتحق بالملائكة، وهم الأنبياء. وصنف في وسط المجال، والحرب بينسه
1- ورد في ح اللأبية".
2- الشيطان يكون فعلان من شاط يشيط بقلب ابن آدم، وأشاطه أي أملكه، ومن شاط بقلبه أي
مال به، ويكون فيعالا من شطن أي بعد، كأنه بعد عن الخير، كما أنه سمي ابليس، لأنه يبلس من
رحمة الله أي يئس، وكان اسمه عزازيل، إعراب ثلاثين سورة من القرآن: 7.
3- إشارة إلى قوله تعالى: (وأنا منا الصالخون ومنا ذون ذلك كنا طرائق لددا. الجن: 11 .
4 - قال تعالى: {الشيطان يعدكم الففر ويامركم بالفخشاء والله يعدكم مغفرة منه ولضلا والله
واسع عليم البقرة: 268.
5 - قال تعالى: يسبخون اللعل والنهار لا يفترون}. الأنبياء: 20.
6- ورد في ح بالشياطين.
PageV00P108
============================================================
القانون
وبين (الشيطان سجال1. ثم من هذا الصنف صنف يقارب الأول، وهم عوام العصاة
الغافلين، أديلوا على الشيطان في الإيمان، وأديم2 عليهم في اكثر الأعمال. وصنف يقارب
الثاني، وهم خواص الصديقين والأولياء3. وصنف4 وسط وهم سائر المتوجهين من
المومنين.
ثم الصنف الملتحق بالملك، يكون أفضل من الملك علسى الصحيح، لاستحصاله
الفضيلتين، وإنما النظر في الذي يليه لاختلاف الجهتين، والجن يكون كالإنسان، باعتبار
الصنف الأول منه، والثالث بخلاف الثاني، فإن النبوءة لم تكن في الجن علسى الصحيح
المشهور، فالإنسان اشرف كما قال تعالى: ولقذ كرفنا بني آدم5.
(الكلام في حقيقة العقل)
واعلم أن الله تعالى لمسا اختار هذه الأصناف لاستفادة العلم، خصهم بآلته وهي
العقل، وهي منساط التكليف الشرعي، ففاقده من المخلوقات وهسي: الجمادات،
والعجماوات، لا تكليف عليه، وكذا فاقده من هؤلاء كالصبيان، والمجانينا. والعقل
مشترك بين معان، واختلف في معناه هنا.
1- ورد في ج السحال.
ك ورد في ج و ح اديل، ومعنى ما بتناه أي صار لهم إسوة.
3 - قال تعالى: الا إد أولياء الله لا خوف عليهم وكا هم يخزكون}. يرنس: 62.
ورد في ح وقسم.
5- سورة الاسراء70.
كالعقل في اللغة هو الححر، والنهى، وقد سمي بذلك تشبيها بعقل الناقة، لأنه يمنع صاحبه من العدول
عن سواء السبيل، كما عنع العقال الناقة من الشرود.
7- تضمين للحديث الدي رواه علي وغيره عن النمي: (رفع القلم عن ثلائة عن النايم حتى
يستيقظ وعن الصبي حتى يحتلم وعن المحنون حتى يعقل) . حامع الأصول اه: 349.
PageV00P109
============================================================
القانسون
فقال الشيخ أبو الحسن الأشعري1 : هو "العلم ببعض الضروريات"2 أي ببعض القضايا
الكلية البديهية، إذ لا يكون هو العلم بجميعها، وإلا لم يسم عاقلا من فاته شيء منها، ولا
بالنظريات لتوقفها على النظر، المتوقف على العقل. واعترض بأن كون العاقل لا ينفك عن
هذا القدر، لا يوجب كون العقل هو ذاك، لجواز تلازم المتثايرين.
وقال القاضى3. هو "العلم بوجوب الواجبات، واستحالة المستحيلات، ومجاري
العادات"4 وهو كالأول، وهو تفسيره.
وقال الإمام الظاهري: إنه "غريزة يتبعها العلم بالضروريات عند سلامة الآلات"6
فمن ذهب تمييزه لعارض نوم أو سكر أو جزع عاقل، لوجود الغريزة.
وقيل هو: "قوة حاصلة عند العلم بالضروريات، يتمكن بها من اكتساب النظريات"7،
وقيل: "قوة نميز بها بين الأمور الحسنة والقبيحة"5 وقيل: "انور روحاثي بسه تدرك النفس
1- هو علي بن اسماعيل بن اسحاق أبو الحسن الأشعري، موسس مذهب الأشاعرة (ت: 324). من
تصانيفه: "الرد على المحسمة(1، وامقالات الإسلاميين" . الأغلام /*: 263.
2- نص منقول بأمانة من شرح المقاصد /332:2.
3 المقصود به: أبو بكر محمد بن الطيب الباقلاني (ت: 403ه)، المتكلم على مذهب أهل السنة
وأهل الحديث، وطريق الأشعرية. من تصانيفه "الإبانة1، و"شرح اللمع1، و"الإمامة الكبيرة والصغيرة".
ترتيب المدارك/5: 25 - وفيات الأعيان/2 278.
ب أورد هذا التعريف العلامة نصير الدين الطوسي، في التلخيص بذيل كتاب محصل أفكار المتقدمين
والمتأخرين من العلماء والحكماء والمتكلمين. للفخر الرازي. ص: 151.
5- هو داود بن علي بن خحلف الأصبهاني، الظاهري (201 - 270ه). من تآليفه: "الححة"، واا إبطال
القياس، و"خبر الواحد" . وفيات الأعيان/2: 255 - شذرات الذهب/2: 258 - وغيرها.
6- شرح المقاصد. /333:2.
1- نفسها3322.
6- نفسها3322.
PageV00P110
============================================================
القانون-
العلوم الضرورية والنظريةه1، وهي ترجع إلى معنى واحد. وهذه الغريزة مبدأ وجودها عند
اجتثان الولد، ثم لا تزال تنمو حتى تكمل عند البلوغ
(تقسيم قوة العقل من حيث هي إلى عقل نظري وعقل عملي]
تقسيم هذه القوة من حيث هي على طرفين: لأنها إما أن تلاحظ من حيث "تأثرها
عما فوقها من البادي، بالاستكمال بالعلوم والادراكات، فتسى عقلا نظريا"2، أو من حيث
"تاثرها فيما تعلقت به3 بالتكميل، فتسمى عقلا عمليا"4.
والأول أربع مراتب، لأنه اما استعداد محض للادراك، وهو العقل الهيولاني2 (كما
في الأطفال. واما استعداد لتحصيلة النظريات بعد حصول الضروريات، وهو العقل
بالملكة(. واما استعداد لتحصيل النظريات متى أريد، من غير افتقار إلى كسب لكونها
1- شرح المقاصد. /333:2.
2- منقول بتصرف من شرح المقاصدا3: 339.
5- ورد في ح فيه.
4- منقول بتصرف من شرح المقاصد/و: 339.
ك ورد في داطيولي. و العقل الهيولاني، هو الاستعداد المحيض لادراك المعقولات، وإنما تسب
إلى الهيولى، لأن النفس في هذه المرتبة تشبه الهيولى الأولى الخالية في حد ذاتها من الصور كلها، وهر
مرادف للعقل بالقوة. التعريفات: 85.
6 ورد في ج لحصول.
1- العقل بالملكة هو العلم بالضروريات، واستعداد النفس بذلك لا كتساب النظريات.
PageV00P111
============================================================
القالسون
مخزونة تحضر بأدنى التفات، وهو العقل بالفعل1. وإما حصول النظريات مشاهدة بالفعل،
وهو العقل المستفار2.
والثاني عبارة عن قوة يتمكن بها الإنسان من استتباط الصناعات، وسائر التصرفات
الجزئية، وتمييز المصالح والمفاسد في ذلك، لينتظم معاشه ومعاده3 ، ولها ارتباط بالأولى، لأن
حاصلها أنها استعمال القوة النظرية في موادها، وتصريفها في جزثياتها، والعمل على مقتضى
الأحكام الجزئية الثابتة عن الأحكام الكلية الثابتة بالنظر، كما يتصور في معنى القضاء في
الفقه بالنسبة إلى فن الفقه.
وأول عمل الحركة النظرية في النفس، ثم الشوق إلى نيل المنفعة مثلا، ثم الإرادة، ثم
الانبعاث، ثم الفعل. مثلا يقال النافلة قربة، وكل قربة ينبغي أن تفعل، فالنافلة ينبغي أن
تفعل، فتشتاق النفس إلى فعلها فتريده، فتنهض إليه فتفعله.
وقد يلاحظ في القوتين "الكمال وهو الحكمة4، ففي الأولى معرفة أعيان الموجودات
وأحوالها وأحكامها، على ما هي عليه في نفس الأمر بقدر الطاقة البشرية، وتسمى حكمسة
نظرية. وفي الثانية القيام بالأمور على ما ينبغي، وتسمى حكمة عملية. وفسروا الحكمة على
ما يشمل القسمين: بأنها خروج النفس من القوة إلى الفعل، في كمالها الممكن علما وعملا.
1- العقل بالفعل هو أن تصير النظريات مخرونة عند القوة العاقلة بتكرار الاكتساب، بحيث يحصل لها
ملكة الاستحضار متى شاعت، من غير تحشم كسب حديده لكنها لا تشاهدها بالفعل.
2 - العقل المستفاد هو أن تكون النظريات حاضرة عند العقل، لا تغيب عنه. المعحم الفلسفي/2: 84.
و- قارن بما ورد في شرح المقاصدا3: 342.
4 - الحكمة هي العلم والتفقه، قال تعالى: ((ولقد آتينا لقمان الحكمة} يعني العلم والفهم، وقال
تعالى: ومن يؤت الحكمة ققد أوتى خيرا كييرا}، والحكمة العدل، والكلام الموافق للحق،
وصواب الأمر وسداده، ووضع الشيء في موضعه... المعحم الفلسفي/1: 491.
5- ورد في ج: الأول.
PageV00P112
============================================================
القالون-
فير أنه تعدر نيل التحقيق علما وعملا، دون التأييد بنور الشريعة، فرجعت الحكمة
بالحقيقة الى الشريعة، وهي الفقه في الدين الصادق2 بمجموع العلم والعمل على ما يرضي
الله تعالى"3.
وقد تقسم الحكمة النظرية4 المفسرة بمعرفة الأشياء على ما هي عليه، إلى العملية
والعلمية5، لأنها إن كانت علما بالأمور المتعلقة باكتسابنا فعملية، لأن غايتها العمل
واجتلاب الخير وإلا فعلمية محضة، لأن غايتها الاطلاع على الحق في الأشياء لا غين
وكلتاهما تنقسم أولا إلى ثلاث، فالعملية إلى علم الأخلاق وعلم تدبير المنزل وعلم السياسة.
والعلمية إلى الإلهي والرياضي والطبيعي وسنشرح هذه الأقسام عند تقسيم العلوم إن شاء
الله تعالى.
(حقيقة العلم وما يتعلق بذلك)
إذا علم هذا فنقول: اختلف في العلم، فقيل: "ضروري"4 واختاره الإمام الرازي(
لوجهين: الأول: أن العلم يمتنع اكتسابه بنفسه وهو ظاهر، وبغيره لأن الغير انما يعلم
1- ورد في ج: بالدين.
ورد في ح: الصادر.
3- راحع شرح المقاصدا3: 344.
4- واليوسي مسبوق في هذا التقسيم للحكمة بابن سيناء الذي قسم الحكمة إلى قسمين: قسم نظري
محرد وقسم عملي، أما غاية القسم النظري، فهي الاعتقاد اليقيى بحال الموحودات. أما القسم العملي،
فالمقصود منه حصول رآي لأجل عمل، وغايته هي الخير. المعحم الفلسفي/1: 491.
ك ورد في دو ح: النظرية والعملية.
6- أورده صاحب شرح المقاصد /1: 189.
6- محمد بن عمر الرازي المولد، الملقب بفحر الدين (544 -606ه)، الفقيه الشافعي، فاق أهل زمانه
في علم الكلام، له: تفسير القرآن الكريم1، وهو كبير حدا لم يكمله، وانهاية العقول(1، و"المحصل1،
و"المعالم(1. وفيات الأعيان /4: 248.
PageV00P113
============================================================
القانسون
بالعلم، فلو علم العلم بغيره لدار، فتعين طريق الضرورة. الثاني: آن علم كل أحد بوجوده
ضروري، وهذا ( علم خاص أخص من مطلق العلم، متركب2 منه ومن الخصوصية
الإضافية مسبوق به، وإذا كان هذا ضروريا فسابقه أولى أن يكون ضروريا، وهو العلم من
حيث هو، وهو المطلوب 3.
وأجيب بأنهما مبنيان على عدم ملاحظة الفرق، بين الحصول التصوري والاتصافي،
وذلك أن حصول الشيء في القلب إما بذاته وهو الاتصاف، وأما بصورته وهو التصور،
وبينهما عموم وخصوص من وجه. فالكافر مثلا يحصل الكفر اي الجحود في قلبه، وقد لا
يتصوره لجهله بالحقائق والمومن قد يتصور الكفر فتحصل صورته في قلبه علما وهو ليس
بكافر والايمان وغيره كذلك، فنقول في الوجه الأول: إن تصور العلم على تقدير
كونه مكتسبا موقوف على تصور الغير الذي يكتسب به، وتصور ذلك الغير غير موقوف على
تصور العلم ليلزم الدور، بل على حصول العلم، وفي الثاني أنه لم يحصل لكل أحد تصور
العلم بوجوده، ليكون ضروري الحقيقة، بل العلم بوجوده على وجه الاتصساف: وقيسل:
انظري عسير لعسر الاطلاع على داتيات الأشياء، من جنس وفصل"، واليه ذهب إمام
الحرمين4 والغزالي5، قالا: "ويعرف بالقسمة والمثال".
1- ورد في ح: الضروري.
ك ورد في ح: فتركب.
3- نص منقول من شرح المقاصد مع بعض التصرف. /4: 190.
4- هو عيد الملك بن عبد الله بن يوسف بن محمد الجويي، أبو المعالي (419-78هه) أعلم المتأخرين
من أصحاب الشافعي، ولد في حوين ورحل إلى بغداد، فمكة حيث حاور آربع سنين، من مصنفاته:
"غياث الأمم1، و"الارشاد في أصول الدين، وغيرها. أعلام الزركلي /4: 160 .
ك هو أبو حامد محمد بن محمد بن أحمد الغزالي، الملقب بحجة الإسلام، الفقيه الشافعي، (450
505ه)، صنف الكب الفيدة في عدة فنون منها: "الوسيط1، و"البسيط1، و"الوحيز1، و1احياء علوم
الدين1، ولمعيار العلم(1، و" المقاصد1، وغيرها. وفيات الأعيان اه: 216.
PageV00P114
============================================================
القانون-
أما أولا فبان الاعتقاد إما جازم أو لا، مطابق أو لا، ثابت أو لا، فيمتاز العلم يالجزم
عن الشك والظن والوهم، وبالمطابقة عن الجهل المركب1 والاعتقاد الفاسد، وبالثبات أي
الناشي عن ضرورة أو برهان عن التقليد المطابق فهو اعتقاد جازم مطابق ثابت. وأما ثانيا
فبأن إدراك البضيرة المسمى علما، هو مثل إدراك الباصرة المسمى رؤية، في أن الكل انطباع
ففي العلم انطباع صورة المعقول في نفس المدرك، كانطباع الشكل في المرآة. وقيل غير عسير
وعرف بتعريفات أقربها بناء، على آن المراد به "ادراك العقل أنه هو حصول عسورة
الشيء في النفس أو في العقل"2 كما مر والمراد بالشيء اللغوي لا خصوص الموجود، والمراد
بالحصول الانتقاش كها مر. وزعم الأطباء أن الانتقاش وزواله قد يسهلان لإفراط الرطوية،
وقد يسهل أحدهما دون الآخر، لإفراط الحرارة أو3 فيرها.
والمراد بسالزوال الذهول4 والنسيان، فيختلف على الإنسان باعتبار طبعه ذلك
تقدير العزيز العليم5. وقد يضاف إلى النفس، فيقال هو: "وصول حالنفس ك5 إلى
المعنى"1، وقالوا: "أول مراتب وصول التفس إلى المعنى شعور، فإذا وصلت إلى تمامه
1- الجهل قسمان: الجهل البسيط وهو عدم العلم عما من شأنه أن يكون علما. والجهل المركب،
وهو عبارة عن اعتقاد جازم غير مطابق للواقع. التعريفات: 80.
كقارن بما ورد عند صاحب شرح المقاصد/: 194.
3- ورد في ح: وغيرها.
4- الذهول من ذهل عن الشىء نسيه وغفل عنه، وهو تشتت الذهن، آي توزع الانتباه بين:
موضوعات مختلفة، بحيث يؤدي ذلك إلى العحز عن تركيز في أحدها. المعحم الفلسفي/1: 597.
5 الأنعام: 96 - يس: 38- فصلت: 12.
6 سقطت من ح
6- قارن بشرح المقاصد/: 194.
9- ورد في ج: وأصل:
PageV00P115
============================================================
القانسون
فتصور، فإذا بقي بحيث لو آريد استرجاعه أمكن فهو حفظ، ويقال لذلك الطلب
6 تذكر، ولذلك ( الوجدان ذكره1.
وبناء على أن المراد به أحد اقسام التصديق ما مر في القسمة، وعلى أثه يشمل التصور
والتصديق اليقيني، حهو "اصفتكذ ينجلي بها المذكسور لمن قامت بسه"3. والمذكور
شامل للموجود والمعدوم، الممكن والمستحيل، والمفرد والمركب، والتلسي والجزئي، أي
ما من شأنه أن يذكر، والتجلي الانكشاف التام، فيخرج الجهل والظن والشك، والاعتقاد
المطابق أيضا، فإنه عقدةه على القلب وليس فيه انكشاف، فإن جرينا على ما مر في الذكر،
من أنه رجوع المعلوم إلى الحافظة3، ورد عليه أن الذي من شأنه أن يذكر هو ما يكون
معلوما أولا، ولا معنى للعلم به ثانيا، ويخرج العلم بالشيء ابتداء، وان أريد المعلوم، أيي ما
من شأنه أن يعلم فينسى فيذكر، فالواجب عليه أن يقتصر عليه، ولا فائدة فيما وراءها
وحينئذ يرد الدور، ويرد عليه أيضا إدواك الحواس عند من لا يجعله علما.
وقيل: هو اصفة توجب تمييزا بين المعاني لا يحتمسل النقيض"6، فخرجت القدرة
ونحوها مما لا يوجب ذلك وخرجت إدراكات الحواس لأنها من الأعيان لا المعاني، وخرج
1- هذا التعريف للامام الرازي، حسبما أفاد به صاحب شرح المقاصد/1: 195.
ساقط من ج
- قارن بما ورد في شرح المقاصد/: 195.
ب جملة من التصورات والانفعالات المكبوتة الناشية عن خبرات صراعية ذات شحتة وحدانية كبيرة،
وهي وإن كانت لا شعورية، إلا أنها توثر في تفكير الشخص، وتطبع سلو كه بطابع الانحراف
والشذوذ المعحم الفلسفي)2: 83.
ك- هي عند الفلاسفة العرب، قوة تحفظ ما تدر كه القوة الوهمية من المعاني الجزئية، فهي خزانة
الوهم، كالخيال للحس المشترك، وتسمى أيضا ذاكرة. المعحم الفلسفي /1: 219:
ك- نص منقول بأمانة من شرح المقاصد/1: 195.
PageV00P116
============================================================
القانون
الجهل والظن والاعتقاد، لاحتمال الثقيض إما في الحال أو المآل. والعلوم العادية داخلة،
لأن القطع فيها مستند إلى موجب وهو العادة، والاحتمال فيها على معنى أنها لو لم تقسع لم
يلزم محال بالنظر إلى ذاتها، لا أنها مشكوكة بعد إذ وقعت ومن يجعل إدراك1 الحواس
علما يسقط لفظ المعاني، ومن يخص العلم بالكليات2 والمعرفة بالجزئيات3، يزيد فيقول بين
المعاني الكلية.
والظاهر آن هذا هو العلم4 عندهم اصطلاحا ولغة، والظاهر من إطلاقات العرب
استعمال لفظ العلم في أعم من ذلك، وهو الاعتقاد الجازم المطابق مطلقا، كما لسو أخبرك
انسان تلق به بموت زيد وصدقته، فإنك تقول علمت أن زيدا مات، آي بهذا الخير، وهو
من التقليد، وبهذا يقول الفقهاء يجوز أداء الشهادة، إن حصل العلم ولو بصبي أو امرأة.
ودعوى كون هذا الاطلاق مجازا كما قال بعضهم لا يسلم، فإن الأصل في الاطلاق الحقيقة3.
- الادراك في اللغة هو اللحاق والوصول. وله في الفلسفة العربية عدة معان، منها أنه يدل على
حصول صورة الشيء عند العقل، سواء كان ذلك الشىء بجردا أو ماديا، حاضرا او غائبا، حاصلا في
ذات المدرك أو آلته. المعحم الفلسفي/1: 53.
2- الكلي هو المنسوب إلى الكل، ويرادفه العام، كقولك العلم الكلي، أي العلم الشامل لكل شيء:
والكليات الخمس هي: الجنس والنوع والفصل والخاصة والعرض العام. المعحم الفلسفي)2: 283.
3- الجزئي هو المنسوب إلى الجزء، ويطلق على معنيين: الأول هو الجزئي الحقيقي، وهو كون
المفهوم، بحيث كنع تصوره من وقوع الشركة فيه. والثاني هو الجزئي الإضافي وهو كون المفهوم
مندرحا في كلي أعم منه، كالانسان بالنسبة إلى الحيوان. المعحم الفلسفي/2: 400.
4 - العلم هو الإدراك مطلقا تصورا كان أو تصديقا، يقينا أو غير يقيني، وقد يطلق على التعقل، أو
على حصول صورة الشيء في الذهن، أو على الاعتقاد الجازم المطايق للواقع، أو على إدراك الشيء
على ما هو به، أو على إدراك حقائق الأشياء وعللها، أو على إدراك المسائل عن دليل، أو على الملكة
الحاصلة عن إدراك تلك المسائل. المعحم الفلسفي)/2: 99.
5- ورد في ج: حقيقة.
PageV00P117
============================================================
القانون
(اطلاق العلم على مسائل الفقه)
وهاهنا صنف آخر من الأمور الظنية قد أطلق عليه اسم العلم، وهي الأحكام
الاجتهادية في عرف الفقهاء، والاجماع أن المطلوب من العبد العلم والعمل، فما من حكم
اعتقده وعمل به، إلا ويسمى فيه صاحب علم وعمل، وقد يتعذر عنه بأنه في علم المستفتي
علم للقطع به عن موجب، وهو قول المفتي في حقه، وأما في حق المفتي فإنما يطلق عليه أنه
من مسائل العلم، أي من جملة ما ينتسب1 إلى العلم، بمعنى الفن على ما سيچيئ بيانه،
أو أنه لقربه من القطع، أو لكون العمل به معلوما من ( الدين، فيكون الاطلاق مجازا
بالاعتبارين.
الفصل الثاني: أن العلم بمعنى الادراك على ما هر، يسمى تصورا
تقول تصورت الشيء، إذا حصلت منه صورة في عقلك، وتصور الشيء أي حصلت لسه
صورة، ثم اشتهر تقسيمه الى تصور وتصديق، فقيل: "معناه إلى تصور سالج"، آي لم يعتبر
معه حكم، والى تصور مقرون بحكم، كتصور العالم والحادث، مع الحكم بأن العالم حادث،
فتصور العالم في نفسه، وكذا الحادث في نفسه، وكذا النسبة بينهما من فير حكم، فإنها
تعقل في ذاتها، بدليل أنه قد يشك في وقوعها ولا وقوعها، ولا يكون الشك إلا بعد تصورها،
فهذا كله تصور ساذج، فإذا وقع الحكم بالنسبة إثباتا أو نفيا، فالتصور المقيد بسالحكم
تصديق، وهذا مبني على أن الحكم أي إيقاع النسبة أو اثتزاعها ليس من الادراك، بل فعلا
من أفعال النفس، ولا يصح في هذا التقسيم مع هذا البناء أن يراد بالتصديق الحكم نفسه، أو
مجموع التصور2 والحكم، والا لزم انقسام الشيء إلى نفسه وإلى غيره كما لا يخفى
1- ورد في ح: پنسسب.
ورد في ح: المتصور.
PageV00P118
============================================================
القالون
اما من جعل الحكم إدراكا، وهو أنه إذمان النفس وقبولها1 لوقوع النسبة2 او لا
وقوعها، فالواجب أن يقال3. العلم إن كان إدراكا للنسبة الحكمية فتصديق، والا فتصور،
ويصح على هذا أن يعتبر التصديق هو الحكم نفسه، والتصورات الثلاث شرط فيه، وأن
يعتبر هو المجموع، ولا يصح أن يكون هو التصور المقرون بالحكم على ما في الأول، وإلا كان
التقسيم غير حاصر، لخروج الحكم فافهم.
الفصل الثالث: (انقسام العلم إلى قديم وحادث والحادث إلى ضروري
ونظري وتصوري وتصديقي)
العلم إما قديم4 واما حادث، الأول علم الله تعالى، والصحيح أنه صفة وجودية
قائمة بذاته تعالى، واحدة متعلقة بكل معلوم، موجود ومعدوم، قديمة بقدم ذاته، باقية
ببقائها، مخالفة لعلمنا، كسائر صفاته6 تعالى، موجبة له تعالى كونه عالما.
والثاني علم الحادث، وينقسم سواء كان تصورا أو تصديقا إلى ضروري ونظري. وقد
يقال ضروري وكسبي، أو بديهي وكسبي آما الضروري فيفسر بما يحصل للنفس بلا
اختيار، ويقابله الكسبي، وهو العلم الحاصل عن كسب العبد استدلال أو غيره، كالتصفية
1- ورد في ج: بقبوها.
2 - النسبة عند الفلاسفة هي: إيقاع التعلق بين الشيئين، وهي أحد مفاهيم العقل الأساسية، وقد
تكون نسبة توافق أو تشابه، أو ثائل أو تعلق. المعحم الفلسفي/2: 464.
3 ورد في ح: يقول.
4 - القديم في اللغة ما مضى على وجوده زمان طويل، ويطلق في الفلسفة العربية على الموحود الذي
ليس لوحوده ابتداء ويرادفه الأول. المعحم الفلسفي/2: 189.
5 - هو ما يكون مسبوقا بالعدم، ويسمى حادثا زمانيا. المعحم الفلسفي/1: 433.
ك ورد في ج: صفته.
PageV00P119
============================================================
القانون
والرياضة، وبما يحصل بمجرد التفات العقل، ويقال له حأيضاب1 البديهي، ويقابله
النظري، وهو ما يحصل عن نظرد فالكسب أعم من النظري. ومن يرى أن العلم لا يحصل
إلا بالنظر لم يجعله أعم، ولو جعلنا النظري ما يتضمنه النظر، أي سواء أحتيج إليه أو لا،
كان أعم من وجه، لدخول نحو الفطريات3 فيه، ولا مشاحة في الاصطلاح.
والدليل على انقسام العلم مطلقا إلى الضروري والنظري، ( الوجدان، قإنسا نشاهد
بعض التصورات، كتصور الوجود والعدم1، وبعض التصديقات، كالتصديق بأن الأربعة
زوج يحصل بغير استحصال، وبعض التصور، كتصور الروح والملك، وبعض التصديقات،
كالتصديق بأن العالم حادث، غير حاصلة إلا باستحصال وأيضا لو لم يكن العلم البعض
ضروريا ،لم يحصل شيء منها، إلا عن آخر متوقف إمسا على الأول او على آخر، وهكذا
فيلزم الدور5 او التسلسل6.
وزعم قوم أن الكل ضروري، لأنه بقدرة الله ولا قدرة لنا فيه، وهو صحيح حقيقة،
ومدخول بإهمال الاكتساب، ثم ذلك إما مع تسليم وجود النظر، فيكون النزاع في التسمية،
أو مع منعه، فإن كان المراد أنه لا يتوقف على النظر عقلا بل عادة، وأنه ليس واقعا بالنظر
ولا بقدرتنا، بل بقدرة الله تعالى فهو صحيح، وان آنيد آنه لا يتوقف عليه بوجه فهو
مكابرة.
1- سقطت من ح.
2 ورد في ج: لمن نظر..
3- الفطريات قسم من المقدمات اليقينية، وهي قريية من الأوليات. المعحم الفلسفي)2: 151
4 ورد في ح: بعض الوحود والعدم.
5- الدور هو توقف الشيء على ما يتوقف عليه. التعريفات: 105.
6- التسلسل هو ترتيب آمور غير متناهية. نفسه: 57.
PageV00P120
============================================================
القانون-
وذهب الإمام الفخر إلى أن التصورات كلها ضرورية1، بمعنى أن ما حصل منها
حصل ضرورة، ويمتنع النظر فيه من وجهين: أحدهما الطلوب، وهو أنه إما معلوم، فممتتع
طلبه لامتناع استحصال الحاصل، وإما مجهول، فيمتنع أيضا طلبه، لأن التوجه الى مسالم
يحضر محال. واعترض بوجهين: أحدهما أن القسمة فير حاصرة، لجواز أن يكون معلوما
من وجه دون وجه. الثاني آنه لو صح هذا الدليل، لزم مثله في التصديقات فلا تكتسب،
وهو باطل اتفاقا.
فأجاب عن الأول: بأنه إن طلب من الوجه الذي علم كان ممتنما كالأول، أو من
الوجه المجهول كان أيضا ممتنعا، وعن الثاني بأن التصديق يكون مسبوقا بالتصور العلوم،
فلا يكون مجهولا على الاطلاق ثانيهما من جهة ما يمرف به، وهو آنه إن كان تفس
الماهية2 امتثع وهو ظاهر، وان كان جميع أجزائها امتنع أيضا، لأنها هي، وإن كان جزءا
منها امتنع، لأنه يعرف نفسه وهو محال، ويعرف غيره وهو خارج عنه، وسيتبين بطلانه،
وان كان خارجا عنها امتنع، لأنه يتوقف على معرفة كونه خاصة شاملة، اي ثابتة
لجميعها، منتفية عن كل ما عداها، والأول يتوقف على معرفتها لتعرف خواصها وهو دور،
والثاني متوقف على معرفة كل ما عداها على التفصيل، ليعرف اثتفاؤها عنه وهو متعذر،
فتعريف الماهية حينيذ ممتنع.
والجواب عن الأول، أثا تختار كونه معلوما من وجه مجهولا من وجسه، فيطلب ما
جهل بمعونة ما علم، وذلك أن يعلم مثلا إجمالا فيطلب تفصيلا، أو يعلم عرضا فيطلب
)- وهو ما نص عليه صاحب شرح المقاصد/1: 203.
2- الماهية لفظ منسوب إلى ما، والأصل المالية، وقلبت الهمزة هاء لغلا يشتبه بالمصدر المأحوذ من لفظ
ماء والأظهر أنه نسبة إلى ما هو، حعلت الكلمتان ككلمة واحدة. والماهية عند أرسطو، هي مطلسب
ما هر، كسؤالك: ما الخلاء؟ فمعناه بحسب الاسم، ما المراد بالخلاء. المعحم الفلسفي/2: 314.
PageV00P121
============================================================
القانون
ذاتا، مثلا إذا علمنا أن الملائكة عباد مكرمون لا يغصون اللسة ما أمرهم ويفعلون ما
و يومرون}1 / امكننا أن نطلب حقيقتهم.
وعن الثاني أن الماهية تعرف بأجزائها، وهي الماهية بحسب الذات، ولذا كسان
التعريف صحيحا، وهي غيرها بحسب الإجمال والتفصيل، ولذا كان مفيدا أو بالخارج، ولا
يتوقف التعريف على معرفة اختصاصه، بل على اختصاصه في تفس الأمر، لينتقل الذهن به
إليها، سلمنا ولكن لا يتوقف معرفة الاختصاص على تصورها بالكنه، بل مجرد الشعور، ولا
على معرفة غيرها تفصيلا بل يكفي الإجمال، كما لو رأينا مثلا جزما2 في حيز أو عرفسا3 في
محل، فاتا نعلم اختصاصه به بالشاهدة، وانتناؤه عما عداه عقلا4.
وذهب الجاحظ3 إلى أن ما لابد من معرفته، قبل معرفة ثبوت التكليف ضروري،
كعلم وجود الله تعسالى وصفاته. ورد بان معرفة الله تعالى واجبة إجماعا، أما عندتا
فبالشرع، وأما عندهم فبالعقل، ولو كانت ضرورية لم توصف بوجوب، ولم يتصور عليها
تكليف.
- التحريم: 6.
3- الجرم كل شيء مادي، يكون موضوعا لادراك الجواس، يعني كل مجموعة من الصفات التى
نتصورها قارة ومستقلة عنا، وتشغل حيزا، فالفقل والامتداد ذو الأبعاد الشلاث (الطول والعرض
والعمق) هما صفتاه الأساسيتان. المعين/1: 570
ذ يقال عرض الشيء ظهر، وبدأ ولم يدم، وهو عند المتكلمين والفلاسفة يدل على ما لا يقوم بذاته،
وهو الحال في موضوع.
9- كلام مقتبس مع بعض الاحتصار والتصرف من كتاب شرح المقاصد/1: 204-203.
ك هو عمرو بن بحر المعروف بالجاحظ البصري، العالم المشهور، له مقالة في أصول الدين، وإلي
تتتسب فرقة الجاحظية من المعتزلة، من أحسن تصانيفه "الحيوان. وفيات الأعيان/3: 470.
PageV00P122
============================================================
القانون
واحتج بأنه لو كان هذا القدر غير ضروري، تأمر العبد بتحصيله أولا ليعرف ثبوت
الشرع، لكن لا يصح الأمر إلا بعد ثبوت الشرع، لامتناع تكليف الغافل، فيلزم الدور
واجيب بان الفسافل من لا يفهم الخطاب، كالصيي والمجنون، أو لم يسمع
الخطاب، كمن لم تبلغه الدعوة، لا من لا يعلم أنه مكلف، فإنه يسمعه ويتصوره، فيلزمه
وان لم يصدق به كما يلزم الكافر. وفي المسألة بحث بسطناه في محل آخرا.
وذهب قوم من الجهمية2 إلى أن الكل نظري، وهو باطل بالوجدان3 كما مر، قالوا:
ان الضروري لا تخلو عنه النفس، وما من علم تصوري أو تصديقي إلا والنفس عنه خالية في
مبدا4 الفطرة، ثم يوجد بعد ذلك شيئا فشيئا، بواسطة الاحساس والتجرية فهو نظري.
وأجيب بأن الضروري يجوز خلو النفس عنه. آما عند من ينوطه بشرط واستعداد، فعند عدم
ذلك تخلو عنه. وأما على آنه بخلق الله تعالى كما عندنا، فعندما لا يخلقه الله تعالى فيها
تخلو عنه.
قلت والحاصل أن مبدأ الفطرة، وهو العقل الهيولائى، ليس محلا في عادة الله تعالى
لحصول العلم نظريا ولا ضرورها، قال تعالى: والله أخرجكم ون بطون أمهايكم لا تغلمون
1- يراحع لمزيد البيان والتفصيل كلام اليوسي حاشيته على الكبرى: مخطوط.
2-هم أصحاب جهم بن صفوان، وهو من الجبرية الخالصة وافق المعتزلة في نفى الصفات الأزلية،
وزاد عليهم بأشياء منها قوله: لا يجوز آن يوصف الباري تعالى بصفة يوصف بها حلقه، لأن ذلك
يفضي إلى التشبيه. الملل والنحل: 86.
ك ورد في ج: بالوحداني
- المبدأ اسم ظرف من البدع، ويطلق على السبب ماديا كان أو غائيا، ومبدأ الشيء أوله ومادته الي
يتكون منها، والحروف مبادي الكلام، ولكل علم مبادي ومسائل، والمبادى هي الحدود والمقدمات،
التي منها تولف قياساته. المعحم الفلسفي/2: 320
PageV00P123
============================================================
القسانون
شيئا1 وانما حدث الضروري والنظري بعد حصول الملكة للنفس، فاعتبار ما قبل ذلك
الفصل الرابع: (المشاهدات والفطريات والبديهيات، وكون
الحسوسات حجة، والوجدانيات ليست بحجة
لما كسان النظر المفضي إلى العلم على ما سيجيء، مأخوذا من علوم ضرورية أو
منتهية إلى الضرورة، احتيج إلى إثبات الضروريات والرد على منكريها. أعني الأولىڭ، وأما
10 الثواني، وهي ما يكون نظريا (ثم يصير ضروريا بالمعارسة، فكثير لايحصر
ثم التصوريات3 منها لم يحصروها، وزعم بعض المتأخرين آنها ترجع الى "البديهيات
والمشاهدات، والفطريات والمجربات، والمتواترات والحدسيات، لأن القضية4 إما أن يكون
تصور طرفيها بعد شرائط الادراك، من التفات النفس، وسلامة الآلات كافيا في حكم العقل
بها أو لا، فإن كان كافيا فمن البديهيات، وإلا فلابد أن يحتاج إلى أمر ينضم إلى العقل
ويمينه على الحكم، أو إلى القضية، أو إليهما معا. الأول المشاهدات لاحتياجها إلى
الاحساس، والثاني إما أن يكون ذلك الأمر لازما عند العقل وهي الفطريات، أو غير لازم،
فإن كان يحصل بسهولة فالحدسيات، والا فليست من الضروريات، والثالث إن كان إخبارا
فالمتواترات، وإلا فالمجربات.
1- سورة النحل: 78
2 ورد في ج: الأول.
ته ورد في ج: التصورات.
9 القضية في المنطق قول يصح أن يقال لقائله أنه صادق أو هي كل قول فيه نسبة بين شييين،
بحيث يتبعه حكم صدق أو كذب. وفي كل قضية عند الذهن أربعة أشياء وهي: المحكوم عليه،
والمحكوم به، والنسبة الحكمية، والحكم، وادراك هذه الأربعة تصديقا. المعحم الفلسفي)2: 195.
ورد في ج: فهي
PageV00P124
============================================================
القانون-
أما البديهيات فهي قضايا يحكم بها العقل بمجرد تصور طرفيها، كالحكم بأن
الواحد نضف الاثنين، وقد يتوقف العقل في شيء منها لعارض، إمسا عدم تصور الطرفين،
كقولنا الأشياء المساوية لشيء واحد متساوية، أو نقصان في الغريزة كاليله والصبيان، أو
تدنس في الفطرة بما يضاد ذلك، ويجوز أن لا يخلق الله تعالى ذلسك في النفس، فإنه تعالى
الفاعل المختار
وأما الشاهدات فهي قضايا يحكم بها العقل، بواسطة الاحساس إما ظاهرا، كقولنا
الشس مشرقة والنار محرقة، وتسمى حسيات. واما باطنا، كالحكم بأن لنا خوفا ومحبة
وفضبا ولذة، وتسعى وجدانيات. والحكم الحسي جزئي، إذ غاية ما يدرك مثلا أن هذه
النار حارة، أما الحكم الكلي، بأن كل نار حارة بحكم عقلي، يحصل بمعونة الاحساس
للجزثيات، وتتبع العقل ذلك.
واما الفطريات فقضايا يحكم بها العقل، مع دليل لها لازم لها في النفس، ويقال لها
قضايا قياساتها معها، كالحكم بأن الأربعة زوج، لأنها منقسمة بمتساويين، وكل منقسم
كذلك زوج
وأما المجريات فقضايا يحكم بها العقل، بسبب انضمام تكرر المشاهدة إليه،
والقياس الخفي إليها، وهو أن هذا الأمر متكرر على وتسيرة واحدة، وكل ما كان كذلك،
فلابد له من سبب يوجد عند وجوده قطعا، كالحكم بأن"السقمونيا1 تسهل الصفراء2.
1ا- اسم يوناني نقل إلى الافربحية والعربية لمادة صمغية واتيحية مسهلة، سميت بالعربية: محمودة،
ونباتها يسمى باللاتينية با معناه المتسلقة السقمونية، فهو نبات من الفصيلة المتسلقة. دائسرة
المعارف /و: 643. - القاموس المحيط.
2- اسم خلظ وهي قسمان: طبيعية كرغوة الدم الطبيعي، وغير طبيعية وهى أربعة أصناف: المرة
الصفراء المرة المخية، الصفراء الكراسية والزنحارية. كشاف اصطلاحات الفنون ا4: 228.
PageV00P125
============================================================
القانون
وأما المتواترات فقضايا يحكم بها العقل، عند سماع خبر بأمر ممكن محسوس، من
جمع يمتنع تواطؤهم على الكذب، بواسطة انضمام سماع الأخبار إلى العقل، وانضمام قياس
خفي إلى القضية، وهو أن هذا الأمر لو لم يكن حقا، لما أخبر به هؤلاء، كالحكم بان بثرا
زمزم بمكة، والبقيع في المدينة.
وأما الحدسيات فقضايا يحكم بها العقل، بسبب حدس قوي في النفس، يزول معه
الشك ويثبت اليقين، كالحكم بأن نور القمر مستفاد من نور الشمس، لما يرى من اختلاف
نوره بحسب اختلاف أوضاعه من الشمس، فيقوم للثفس قياس خفي2 فيه، وهو أنه لو لم
يكن نوره منه، لما اختلف بسببه كما في المجريات، فير أن السبب هنا معلوم الماهية
والسببية3، ولكثه بمجرد الحدس4، وفي المجربات معلوم السببية مجهول الماهية"3.
ومنهمك من يحصر الضروريات في قسمين: البديهيات والمشاهدات، إما لاعتبار أن
البواقي داخلة فيها، فالفطريات في البديهيات، لأن لزوم القياس يقتضي الاستغناء عنه.
- ورد فى دوج: بير.
3- هو ما يكون يخلاف القياس الجلي، الذي تسبق إليه الأفهام، لكنه أعم من القياس الخفي، فإن كل
قياس حفي استحسان، وليس كل استحسان قياسا حفيا. التعريفات: 141.
3 هي العلالة بين السبب والمسبب، ومبدأ السببية أحد مبادي العقل، ويعبرون عنه بقوهم: لكل
ظاهرة سبب أو علة، أي مبدا يفسر وحوده. المعحم الفلسفي/1: 649.
4 ورد في ج: الحدسي:
3- نص متتبس مع بعض التصرف فيه بالزيادة والنقصان من شرح المقاصد/1: 213-211.
كا من بينهم سعد الدين التفتازاني كما نص على ذلك في كتابه شرح المقاصد فليراحع كلامه
هناك/1: 213.
PageV00P126
============================================================
القانون
والمجربات والمتواترات والحدسيات في الشاهدات، لاستناد كل منها إلى الحس1. وإما أنها
فير ضروريات2 لاشتمال كل منها على قياس.
وقيل3: المجربات والحدسيات ليست من اليقينيات فضلا عن أن تكون ضروية،
وتسب كون الحدسيات من قييل الظتيات إلى كثير من العلماء. ثم الوجدانيات لا تقوم حجة
على القير، لعدم وجوب الاشتراك، وأما باقي الحسيات فتقوم حجة على الغير، هند
حصول الاشتراك في الموجب، من تجربة أو مشاهدة أو حدس، وإلا فلا.
والبديهيات حجة مطلقا، فالعمدة في العلوم البديهيات والحسيات، والناس فيهما
أربع فرق: المثبتون لهما معا، وهم أهل الحق.
(المنكرون للحسيات والجواب عنهم
الفرقة الثانية: المتكرون للحسيات، قالوا اعتبار حكم الحسي إما في الكليات أو في
الجزئيات، وكلاهما باطل، أما الأول فإن الحس لا يدرك أمرا كليا كما مر، وأما الثاني فلأن
حكم الحس4 قد شوهد غلطه كثيرا، كما نرى البعيد صغيرا، والشخص شخصين، والألوان
المختلفة عند دوران الرحى3 بها سريعا لونا واحدا، والمتحرك ساكنا كالسفينة، والساكن
متحركا كالشط، الى غير ذلك6.
- ورد في ج: الحسي
ورد في ح: ضرورية.
3- نسب صاحب شرح المقاصد هذا الكلام إلى الإمام الغزالي /1: 214 -215.
ك ورد في ج: الرحا.
كا - كلام متصرف فيه ببعض الاحتصسار نقيلا عسن كتابي محصل أفكار المتقدمين والنتأخرين: 30.
وشرح المقاصدا: 216.
PageV00P127
============================================================
2
القانون
والجواب أن الغلط في أشياء مخصوصة، لأسباب عارضة، لا يوجب القدح في سائر
المحسوسات المحققة، مثل قولنا الشمس مشرقة، والتار محرقة، كما أن وجود الشبه في
الاستدلالات، لايقدح في وچود البراهين. وقد نسب هذا القسول إلى أكير الفلاسفة
افلاطون1 وأرسطود وبطليموس3 وجالينوس8.
واستبعد ذلك لأن علومهم، كالعلم الإلهي والعلم الطبيي، وعلم الهيئة وعلسم
الطب3، (اكثرها مبني على الحس6 استمدادا واستعانة، فالقدح فيه قدح فيها. قيل:
ولعلهم أرادوا أن جزم العقل ليس بمجرد الحس، بل لابد من أمور تنضم إليه، فتفيد
الجزم، وإن لم يعلم ما هي، ولا متى حصلت 7
(القادحون في البديهيات والرد عليهم
الثالثة: القادحون في البديهيات فقط قالوا هي أضعف من الجسيات، لأنها
فرعهاك، وذلك أن الصبي لا يحصل له الجزم بالقضايا البديهيات، حتى يشاهد
1- أعظم فيلسوف في العصور القدعة (427 ق.م - 347 ق.م)، صار تلميذا لسقراط من مؤلفاته:
"الجمهورية(، و1السياسي(، و"المحاورات1، و"الوليمة(1، والشرائع1، وغيرها. الملل والنحل: 342.
2- نابغة في تاريخ الفكر اليوناني (384ق.م -322 ق .م)، تاثرت بوادر التفكير العربي بتآليفه التي
نقلها إلى العربية النقلة السريان. من مؤلفاته: "المقولات"، و"الجدل"، وغيرها. معحم الفلاسفة: 47.
3- فلكي وحغرافي يوناني (نحو 90-168) نشأ في الاسكتدرية، أشهر مولفاته: حغرافية بطليموس" .
8- طبيب وفيلسوف يوناني (129 -199 ق.م)، كتب في المنطق واللاهوت والفلسفة، وجميع فروع
الطب:" منهج الطب(1، و"الشفاء1، وكتاب "القصد1، وغير ذلك. المعحم الفلسفي /1: 231.
ك سيرد التعريف بهذه العلوم لاحقا.
6- ورد في ج: الحسي
6- فارن بما ورد في كتاب شرح المقاصد/1: 216.
8 تصرف اليوسي في هذا النص المنقول من شرح المقاصد/1: 222-219.
PageV00P128
============================================================
القانون
المحسوسات، ويتثبه لما بينها من اتفاق واختلاف ونحو ذلك، ثم لا تسلازم بينهما، حتى
يكون القدح في الفرع قدحا في الأصل. ولهم في القدح شبه لا تقوم على ساق، ولولا أن يعثر
عليها ضال مثلهم، فيتوهمها مسلمة1، كان الاعراض عنها أحق، فإن تقرير الأباطيل
يصيرها مسائل، وما كسثرت الفنون، ولا تشعبت العلوم، إلا من الأوهام الفاسدة والآراء
الباطلة2، فلا حول ولا قوة إلا بالله.
منها أن قولنا الشيء إما أن يكون أو لا يكون، هو أجلى البديهيات وأولها عندكسم،
وليس بينا، فما بالك بما هو أبعد. أما أنه أجلى فظاهر، وأما أنه أول فلأنه إليه ترجع
البديهيات التي تذكر، كقولنا الكل أعظم من الجزء، أي وإلا فالجزء الزائد كسائن وليس
بكائن وأنه محال. وقولنا الشيء الواحد لايكون في آن واحد في مكانين، أي ولو وجد فيهما
لكان الواحد اثنين، فما زاد على الواحد كائن3 وليس بكائن. وقولنا الأشياء المساوية
للشيء الواحد متساوية فيما بينها، أي وإلا كانت تلك المساواة كافية وليست بكافية4،
والبديهي وان استغنى عن الاستدلال، لكنه ملحوظ فيه عند المتنبه له.
وأما كونه ليس بينا فمن أوجه: الأول: أنه يستدعي تصور العدم3 وهو ألا كون،
وتصوره ممتنع، وإلا كان متميزا فيكون ثابتا. لا يقال هو ثابت في الذهن، لأنا نقول الكلام
في العدم المطلق، ويستحيل أن يكون له ثبوث بوجه من الوجوه. والجواب آنه متصور ثسابت
1- جعها مسلمات وهي قضايا تسلم من الخصم، ويبن عليها الكلام لدفعه، سواء كانت مسلمة فيما
بينهما، أو بين أهل العلم. التعريفات: 213.
3 ورد في ج وح: الفطيرة.
3- الكائن شىء من الأشياء أو موضرع من موضوعات الفكر غير المحددة الصفات. المعجم
الفلسفي ا219:2.
4- ورد في ح: كائية وليست بكائنة.
5 ورد في ج: العلم
PageV00P129
============================================================
القاتسون
في الذهن، ولذا صح الحكم عليه، وقولتا العدم المطلق لا ثبوت له بوجه من الوجوه صحيح،
وهذا الحكم واقع على مصدوق هذا المفهوم، كما هو شأن الحمل1، أما هذا المفهوم فثابت
متصور، وهو معنى المحمول.
الثاني: أنه يستدعي تميز المعدوم عن الموجود2 بماهية، وإلا لم تصح المقابلة، وإذا
13 كانت له ماهية فلابد من صحة سلبها (يوما، وذلك السلب يكون مضافا للعدم المطلق،
فيكون قسما منه لأنه أخص، لكنه ايضا قسيم، لأنه مقابل وهو تهافت.
والجواب أن هذا السلب3 من حيث ذاته الاضافية، قسم من مطلق العدم، ومن
حيث مفهومه قسيم، ولا استحالةه في ذلك، وهذا كما تقول المفرد جزء من المركب3 من
حيث ذاته، وهو مقابل له من حيث الحقيقة.
الثالث: أن قولنا إما أن يكون أو لا يكون، ومعناه إما موجود أو لا، أما أن يكون
الوجود فيه محمولا حمل مواطاة، كما في قولنا الإنسان حيوان، أو حمل اشتقاق، كما في
قولنا الإنسان كاتب، والجسم أسود، وعلى الأول إما أن يعتبر الوجود نفس الموجود، فلا
- حمل الشيء إلحاقه: إلحاقه به في حكمه، أو هو نسبة أمر إلى آحر إيجابا أو سلبا، فاذا حكمنا
بشيء فقلنا مثلا: إن الإنسان حيوان، فالمحكوم به يقال له للوضوع، وليس من شرط المحمول، أن
يكون معناه معنى ما حمل عليه. المعحم الفلسفي/1: 498.
2- الموجود هو الثابت في الذهن أو في الخارج، وهو من المعاني الأولية، أو البديهية الي يصعب
تعريفها. المعحم الفلسفي/2: 442.
ك- ورد في ج: الشافي.
4 هي التحول من حالة إلى أخرى، وهي عند أرسطو تغير في الكيف، أي صيرورة الشيء شيئا
آحر، وتستعمل في نظرية المعرفة بمعنى التبدل في الأعراض، لا في الجواهر، وفي العلم بمعنى الاتتقال في
حالة سوية إلى حالة شاذة. المعحم الفلسفي/1: 65.
5- هو المؤلف من أحزاء كثيرة، ويقابله البسيط كالجسم فإنه إن كان مؤلفا من أحزاء كثيرة كسان
مركبا، وإذا لم يكن كذلك كان بسيطا. المعحم الفلسفي/2: 326.
PageV00P130
============================================================
القانون
يفيد الحمل، كما لو قيل السواد سواد، أو غيره فلا يصح، كما لو قيل السواد بياض، هذا
ان أخذ الموضوع خاليا عن الوجود1، وإن أخذ موجودا كان وصفا بالوجود ثانيا فيتسلسل،
هذا في الايجاب، واما في السلب، فيلزم على الأول التهافت، كما لو قيل السواد ليس
بسواد، وعلى الثاني أنه لابد من تصور المحكوم عليه، ليصح الحكم فيكون ثابتا ولو في
الذمن، فلا يصح سلب الثبوت عنه.
والجواب أن لابد في صحة الحمل من الاتحاد في الذات، ولابد من التغاير، إما في
المفهوم كقولنا الإنسان ناطق، أو في اللفظ كقولنا البر هو الحنطة، فيصح الحكم بأن هذا هو
هذا، لأجل الاتحاد في الهوية، ويفيد من أجل التغاير فيما ذكر، وهذا واضح، والماهية
المردد فيها والمحكوم عليها مأخوذة من حيث هي لا بقيد وجود ولا عدم، فسلا إشكال. ثم
تصور2 الشيء وثبوته في الذهن لا ينافي سلبه بحسب الخارج، كما لا يخفى، وعلى الثاني
يلزم وحدة الاثنين وهو باطل.
والجواب ما مر آنفا، من أن التغاير في المفهوم لا ينافي وحدة الهوية3، كما إذا قلنا
الإنسان كاتب، فمعثاه إنما يصدق عليه مفهوم الإنسان، وهو الحيوان الناطق كاتب. قالوا
وأيضا إذا كان المحمول مفايرا كما نحن فيه، يلزم أن يكون المعتبر هو موصوفية الموضوع
به، والموصوفية لاحاصل لها، لأنها ليست عدمية، إذ هي نقيض ألا مؤصوفية، فيلزم
ارتفاع النقيضين ولا وجودية، وإلا فإما أن تكون نفس الطرفين، وهو واضح البطلان، أو
ا- ورد في ج: والوحود.
2- ورد في ج: التصور.
3 اسم الهوية ليس عربيا في أصله، وإنما اضطر إليه بعض المترجمين، فاشتق هذا الاسم من حرف
الرباط أعيي الذي يدل عند العرب على ارتباط المحمول بالموضوع في جوهره، وهر حرف هو في
قوهم: زيد هو حيوان أو إنسان. المعحم القلسفي/2: 529.
PageV00P131
============================================================
القانسون
غيرهما فلابد أن تقوم بهما موصوفية بالموصوفية، فينتقل إلى الثانية ويلزم التسلسل، وإذا لم
يكن لها حاصل لم يستقم1 إلا السلب أبدا، ولا معنى للترديدين أن يكون أو لا يكون.
والجواب أن صورة السلب نحو أن لا موصوفية، الا يلزم أن يكون عدميا، ولو سلم
فلا يلزم أن يكون نقيض العدمي وجوديا. ثم صحة الأحكام وصدقها، لا يتوقف على أن
يكون لها وجود خارجي، أي عيني2، بل أن تتحقق في الخارج، أي في نفس الأمر، سواء
كانت حهي3 عينية او ذهنية، حقيقية او اعتبارية، وهذا كله واضح. ثم القضية البديهية
لا يتوقف فهمها على شيء من هذه التخيلات والتعسفات، لحصولها لمن لا يتاتى منهم
النظر من البله والصبيان.
الرابع: أنا لا نسلم عدم الواسطة بين الوجود والعدم، فلا يحصل الجزم بالمفهوم
المردد فضلا عن البداهة. والجواب أن ما يدعى فيه البداهة، كقولنا زيد إما أن يكون في
الدار او لا يكون، والدين المدعى على فلان، اما أن يكون عليه أو لا يكون عليه،
ونحوذلك، لا مدخل فيه لبحث الواسطة، ولا تتصور فيه اصلا، وما يتطرق إليه احتمال
الواسطة، كقولنا العالمية4 إما موجودة أو معدومة، أي أو واسطة، وذلك بالنظر إلى تعقل هذا
المعنى لا يدعى فيه البداهة، بل هو من أغمض النظريات.
ومنها أن مجرد الجزم بالأمر لا يعول عليه، الا يرى أنا نجزم بالأمور العادية، ككون
هذا الشيخ لم يتولد من أمه دفعة، بل كان صبيا ثم شابا، ثم كهلا ثم شيخا، وكون زيد
ا- ورد في ج: لم يستلم.
2- العيني هو المنسوب للعين، وهو المشخص الذي يدل على الظواهر الجزئية مرئية كانت أو
مسموعة، ويقابله الجحرد. المعحم الفلسفي/2 144.
3- سقطت من :
4- العالمية مذهب من يقدمون حب الإنسانية على حب الوطن، كالفلاسفة الرواقيين الدين
يسمون أنفسهم مواطنين عالميين. المعحم الفلسفي/2: 47.
PageV00P132
============================================================
الفانون
الذي رأيته حاليوم ب1 هو الذي رأيناه بالأمس، وكون هذا الذي أخاطبه ويجيبني هو
فلان، إلى غير ذلك، ومع ذلك فالاحتمال في الكل قائم، أما عندكم فلأن الأمر مستند إلى
الفاعل المطتار، وقدرته عامة التعلق2 بكل ما تقدر، لأن الكل ممكن، فلعل الشيخ تولد
دفعة وهكذا. وأما عند الحكماء فالاستناد عندهم الى الأوضاع الفلكية، فيقال لعله وجد وضع
غريب، لا يتحرك إلا في أزمان بعيدة، لا ياتي عليها التاريخ، فيحدث شكلا غريبا كما
ذكرنا. والجواب أن مجرد الامكان لا يعارض المشاهدة، ولا ينافي الجزم الحاصل3 .
(تقسيم السفسطائية إلى ثلاث فرق]
الرابعة المنكرون للجميع، أعني الحسيات والبديهيات، وهم السوفسطائية، واشتهر
تقسيمهم إلى ثلاث فرق4 : الا أدرية* وهم القائلون نحن شاكون وشاكون في انا شاكون، وهلم
چرا.
والعنادية6 وهم القائلون ما من قضية ضرورية ولا نظرية، إلا يوجد لها ما يعارضها.
والعندية1 وهم القائلون مذهب كل قوم عندهم حق، وعند خصمهم بساطل وبالعكس،
15(ولا شيء في نفس الأمر يكون حقا. وهم كلهم مشتركون في أن العقل لا يصل الى
1- سقطت من ح.
2- ورد في ج: للتعلق.
ف- تارن بما ورد في شرح المقاصد/1: /222-22
4- قارن با ورد في تلحيص المحصل: 55. وشرح المقاصد/1: 223.
3 هم القائلون بالتوقف في وحود كل شيء وعلمه. ويزعمون أنهم شاكون، وشاكون في أنهم
شاكون. التعريفات: 191.
ك هم الذين يعاندون، ويدعون آنهم حازمون بأن لا مرحود أصلا، كأن الحقائق عندهم اسراب
يحسبه الظمآن ماء(1، وليس له ثبوت. المعحم الفلسفي/1: 658.
7- هم التائلون أن حقائق الأشياء تابعة للاعتقادات دون العكس. التعريفات: 159 .
PageV00P133
============================================================
القانسون
شيء، يكون حقسا في نفس الأمر لا فسروري ولا نظري، فقد خرجوا عسن طور
العقلاء، ولذا أنكر بعض العلماء أن تكون السفسطة مذهبا ينتحل، قال لأن السفسطة
معناها علم الغلط ولا يمكن أن يكون في العالم من يتفق على هذا، بل كل غسالط فهو
سوفسطائي في موضع غلطه
ثم هؤلاء لا سبيل الى البحث والمتاظرة معهم، لأنها لافادة مچهول بمعلوم، وهم لا
يعترفون بمعلوم اصلا، بل يصرون على إنكار1 ما هو ضروري، وفي الاشتغال بإثباته بالدليل
وقوع في مذهبهم من أنه ليس ضروريا قال المحققون2 فالطريق معهم التعذيب ولسو بالنار،
فإما أن يعترفوا بالألم، وهو من الحسيات، وبالفرق بينه وبين اللذة، وهو من العقليات،
فيسلموا بطلان نحلتهم، واما آن يصروا حتى يحترقوا فتذهب فتنتهم وتضمحل شوكتهم.
والحق أن هؤلاء في حكم المجانين، فحقهم أن يعتقلوا حتى لا يفسدوا على العوام
عقاندهم، ولا يدخلوا عليهم الوساوس3 في دينهم ودنياهم
الفصل الخامس: هدارك العلم ثلاثة الاحسابس والخبر والنظر
اما الاحساس فيكون من جهة الحواس، وهي عشر، خمس ظاهرة، وهي: البصر
والسمع والشع والذوق واللمس، وخمس باطنة: وهي الحس المشترك والخيال والوهمية
والحافظة والمفكرة. وزعم الحكماء أن "البصر قوة في ملتقى العضلتين الممدودتين إلى العين،
يدرك بها الألوان والأضواء ونحو ذلك"4، و"السمع قوة في عصب باطن الصماخ يدرك بها
1- ورد في ج: إنكاري.
3- المقصود بالمحققين عند اليوسي الإمام فخر الدين الرازي، الذي انتحى هذا المنحى في الرأي، في
كتابه المحصل: 55.
ذ ورد في ح: الوساويس:
9- قارن ما ورد في شرح المقاصد/3: 278.
PageV00P134
============================================================
القانسون
الأصوات"1 ، و" الشم قوة في زائدتي مقدم الدماغ يدرك بها الروائح"2، و"الذوق قوة منبثة في
العصب المفروش على جرح اللسان يدرك بها الطعوم"3، و"اللمس قوة سارية في البدن تدرك
بها الحرارة والبرودة والملاسة والخشونة"4، و"الحس المشترك قوة في البطن المقدم من الدماغ
تجتمع فيها صور المحسوسات عند تأديها عن الحواس المذكورة"2، و"الخيال قوة تحفظ مسا
يغيب عن الحس المشترك من الصور"6، و"الوهمية قوة تدرك بها المعاني الجزئية، كالعداوة
في تيد لعمرو أو الصداقة فيه"1، و"الحافظة قوة تحفظ أحكام الوهم، وتسمى عند
استرجاعها ذاكرةه8 كما مر، و"المفكرة قوة تتصرف في المعاني بالتركيب والتفصيل"9.
(مذهب أهل الحق في الحواس الظاهرة والباطنة)
ومذهب أهل الحق أن ذلك كله ( إدراك، يخلقه الله تعالى متى شاء، ويخصه عادة
بأي محل شاء، ولو شاء لجعله في محل آخر، لأن الكل ممكن، والفاعل تعالى مختار، ولا
تاثير لقوة ولا مزاج، ولا توقف على بنية مخصوصة، وهل الادراك للحواس أو للنفس
بواسلته10 خلاف.
اقارن بما ورد في شرح المقاصد/3: 276.
2نفسه2743.
3- نفسها272:3. ورد في د: المطعوم.
4_ نفسه/268:3
5- نفسها286:3.
6 نفسه/289:3
1 نفسها2923.
6- نفسه3: 293.
5_ نفسه/239:3.
10- ورد في ح: بواسطتها.
PageV00P135
============================================================
القانون
وأما الخبر فهو ما له نسبة في الخارج بدونه، فإن طابقها إثباتا ونفيا فهو صدق، والا
فكذب، ولا واسطة بينهما عندنا وهو إما متواتر: وهو خبر جمع من الناس يمتنع عادة
تواطؤهم على الكذب في أمر محسوس، وينيد العلم الضروري كما مر على الصحيح، واما
مستفيض: وهو الشائع دون الأول، واما آحاد: وهو ما سوى ذلك، ولا يفيدان القطع
بذاتهما، لكن بمعونة القرائن، والعمل بهما في الأحكام الفرعية متعين.
(حقيقة النظر)
وأما النظر فهو المقصود بالذات من هذا الفصل، وقد عرفوه بتعريفات، وإنما يتضح
معناه بأن تعلم أن للنفس تشوفا الى المعقولات، كما للعين تشوف إلى المرثٔيات، فإذا وقعت
النفس على معنى، فإن انكشف لها ضرورة، أو ثبت حكمه ضرورة، لكونه وجدانيا أو
تجريبيا، أو تحو ذلك مما مر في الضروريات، استقلت بتحصيله ولم تحتج إلى محصل، وان
لم يكن من ذلك، احتاجت إلى محصل له، إما كاشف له وبه يحصل التصور، وإمسا مثيت
له ليحصل اليقين به، أو الظن وبه يحصل التصديق.
فقد علمت أن للنفس أولا حركة إلى المطلوب، [في]2 التصوري أو التصديقي، يقع بها
الشعور به من وجه، إذ لو لم تشعر به أصلا ما طلبته. وثاثيا حركة إلى ما يحصله ويكمل
الشعور، وليس كل شيء يقع به التحصيل، بل لابد على مذهب أرباب التعاليم3 وهو
المستعمل، أن تبحث النفس حتى تقع على ما يناسب بخصوصه.
1- ورد في ج: تواطيهم.
3 سقطت من د وج:
3- هم الحكماء السبعة: طاليس، أنكساغورس، أنكسيمانس، أبنادقليس، فيثاغورس، سقراط
وأفلاطون. راحع آراءهم وحكمهم في كتاب الملل والنحل: 315.
PageV00P136
============================================================
القانون ب
ثم ليس يحصل كيفما اتفق، بل لابد من هيئة مخصوصة، كترتيب الجنس والفصل
في الأول، وترتيب المقدمتين في الثاني، بما يحتاج كل من ذلك من الشروط والكيفيات، ثم
عند ذلك تقع للنفس حركة ثالثة إلى المطلوب، وذلك حصوله المعتير
فتارة يقال النظر هو مجموع الحركتين المذكورتين، وتارة يقتصر على البعض أو
اللازم، فيقال هو حركة النفس إلى المطالب، أو حركة النفس إلى المبادي، أو ترتيب أمور
معلومة للتأدي إلى مجهول، وكل ذلك واضح مما شرحنا.
فير أن الترتيب موجود في الدليل وفي التعريف المركب، وأما الحد الناقص والرسم
الناقص مع إسقاط الجنس ( فقيل داخل، لأن الفصل والخاصة يراعى فيهما من الاشتقاق،
ما يوجد فيه التركيب بين الموصوف والصفة. وقيل لغو لندرة التعريف بهما، وقد قررنا
التصديقات لأن التصورات عنده لا تكتسب كما مرد.
الفصل السادس: النظر إما صحيح واما فاسد
وذلك أنه قد علم مما مر، أن حاصلسه طلب المجهول التصوري أو التصديقي بما
يوصيل إليه، والموصل في الأول يسمى3 المعرف، والموصل في الثاني الدليل، وقد علم أنه لابد
فيه من أمور مناسبة، وتسمى المادة، وهيئة مناسبة حاصلة مسن ترتيبها، وتسمى الصورة،
فما صحت مادته وصورته معا فهو صحيح، وما لا فهو فاسد، فمادة المعرف الجنس"
1- أي في كتابي "الحاشية على المحتصر المنطقي1)، و"القول الفصل في ممييز الخاصة عن الفصمل" .
2-قارن بما ساقه صاحب شرح المقاصد من تعريفات للنظر/: 229-228.
ذ ورد في ج: سمى
لس الجنس في اللغة الضرب من كل شيع، وهو أعم من النوع، يقال مثلا الحيوان حنس والإنسان
نوع، وفي الاصطلاح هو اسم دال على كثيرين مختلفين بالأنواع. التعريفات: 78
PageV00P137
============================================================
138
القانسون
والفصل والخاصة الشاملة اللدزمة، وصورته الهيئة الحاصلة من ضم الفصل إلى الجنس، أو
الخاصة الى الجنس لإرادة شرح الماهية أو تميزها.
ومادة الدليل التصديقات الحمليات، أو الشرطيات اليقينيات، أو الظنيات، أو
التخييليات، فيما تراد فيه على ما تقرر في الصناعات الخمس وصورته الهيئة الحاصلة مسن
ترتيبها في القياس اقترانيا او استثنائيا، بما له من الشروط كيفا وكما وجهة المقررة في
محلها، ولابد أن يكون الموصل في الطرفين بيناا بنفسه، واضحا أو منتهيا إلى ما هو بين.
الفصل السابع: (الخلاف في سبب حصول النتيجة عقب النظر)
اختلف في إفادة النظر للعلم، وظاهر كلام اكثر المتكلمين، أن المراد في هذا البحث
النظر التصديقي، فنقول النظر المقرون بشرائطه، إذا كانت مقدماته يقينية يفيد العلم، لأن2
نتيجته لازمة له، ولازم3 الحق حق، وهل لزومها بمجرى العادة؟ بمعنى أن الله تعالن
جرت هادته بخلقها4 عقب النظر، فكان واجبا عادة وجائزا عقلا أن لا يخلقها كسائر
الممكثنات أو بالعقل، بمعنى آنه عند صحة النظر يستحيل عقلا أن لا تكون النتيجة،
لاستحالة انفكاك اللازم عن الملزوم، وهي مع ذلك بخلق الله تعالى، ولا يلزم جواز تركها،
1- وردف ج: مبنيا.
2- ورد في ح: بأن.
3- اللازم أو الملازم ما يمتنع انفكاكه عن الشيع، وهو إما لازم للماهية وإما للوحود، الأول: ما
كتنع انفكاكه عن الماهية من حيث هي هي، مع قطع النظر عن العوارض، كالزوجية للأربعة، فإن
تصور ماهية الأربعة كنع انفكاك الزوحية عنها. الثاني: هو ما كتنع انفكاكه عن الشيء باعتبار وحوده
الخارجي، كاللونية للحسم، فهي لازمة له، باعتبار وحوده المشخص. المعحم الفلسفي/2: 262.
4 ورد في ج: فخلقها.
PageV00P138
============================================================
القانون
لثبوت اختيار الله تعالى في ان يوجد الملزوم ولازمه، أو لا يوجدهما، أما انفكاكهما فممتنع،
لا تتعلق به القدرة كسائر المتلازمات، وهاذان المذهبان معا لأصحابنا1، وعلى الثاثي الأكثن
وهل للناظر في ذلك اكتساب في حصول النتيجة4 أو منتهى اكتسابه حضور
المقدمتين، قولان، أو بالتوليد2، بمعنى أن النظر اثر للناظر يولد أثرا آخر، هو حصول
المطلوب، كحركة اليد تولد حركة العصا، وهو للقدرية على أصلهم، أو بالتعليل، بمعنى
أن النظر علة موجبة، وهو رأي الحكماء، وهما باطلان ببطلان التولد وبطلان العلل .
(الخلاف في إفادة النظر العلم)
وخالف في إفادة النظر اليقين جمع من الأوائل، إما مطلقا أي في الإلهيات وغيرها،
وينسب للسمنية3، واما في الإلهيات فقط، وينسب للمهندسين. واحتجوا بان النظر إن
كانت إفادته للعلم ضرورية، لم يختلف فيها العقلاء، أو نظرية لزم إثبات ذلك بالنظر، وهو
دوره.
وأجيب باحتيار أنه ضروري، والاختلاف لا يضر، لأنه قد يكون لعدم العلم
بالطرفين، أو لعدم المشاركة في السبب، وهو العثور على النظر الصحيح بتوفيق الله تعالى
والهامه، كحلاوة هذا الطعام بدركها ضرورة من اختص بذوقه، مع سلامة إحساسه دون
غيره، أو نظري فيثبت بنظر مخصوص، ضروري لا يتوقف على النظر ليلزم الدور، مثل أن
1- قارن ما ورد في شرح المقاصد/: 247-229-228- 248- 250-249.
2 هو أن يحصل الفعل عن فاعله بتوسط فعل آخر، كحركة المفتاح بحركة اليد. التعريفات: 68.
3- تنطق بضم السين وفتح الميم منسوب إلى سومتات، وهم قوم من عبدة الأوثان، تائلون بالتناسخ،
وبأنه لا طريق للعلم سوى الحس كشاف اصطلاحات الفنون [4: 52.
9- هو في اللغة عود الشيء إلى ما كان عليه، وفي المنطق علاتة يين حدين، يمكن تعريف كل منهما
بالآخر، أو علاقة بين قضيتين، مكن استتتاج كل منهما من الأخرى، فهر إذن توقف كل واحد من
الشيئين على الآحر. المعحم الفلسفي/566:1.
PageV00P139
============================================================
القالون
نقول العالم [حادث]1 متغير، وكل متغير حادث نظر، وفاقا العالم متغير، وكل متفبر
حادث، يفيد العلم بأن العالم حادث ضرورة.
فالنظر يفيد العلم في الجملة، وهو نقيض قولهم لا شيء من النظر يفيد العلم، وإن
أردثا أن ثثبت كلية لأنفسنا، قلنا لا شك أن هذا القياس المخصوص، لم يقد العلم لخصوص
ذاته، بل لكونه صحيح المادة والصورة، وهذا وصف مشترك بينه وبين غيره، فكل نظر
كذلك بفيد العلم وهو الطلوب.
(مناقشة حجج المنكرين لافادة النظر للعلم)
واحتج المنكرون2 أيضا بأوجه منها: أن العلم بكون ما يحصل عقب النظر علما، ان
كان ضروريا لزم أن لا يظهر بعد ذلك خلافه، وهو باطل، وإن كان نظريا توقف على نظر
آخر، يفيد أنه علم ويتسلسل.
والجواب أنه ضروري، وظهور الخطا بعد ذلك ممنوع في النظر الصحيح الذي
البحث فيه، أو نظري ولا يتوقف على نظر آخر، بل هذا النظر نفسه يفيد العلم بالنتيجة،
ويفيد أن ذلك علم لا جهل ولا ظن، ويجب أن يكون معناه، أنه متى لاحظ كون ذلك علما